رياضة:
"تاريخية" هو العنوان الأنسب للمباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الليبيري مساء الأحد على ملعب حسين آيت احمد بتيزي وزو في ختام تصفيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025، والتي انتهت بفوز "الخضر" بنتيجة (2-1)، حيث كان الحدث البارز هو خوض المنتخب الوطني لأول مباراة بتيزي وزو في التاريخ، ليكون بذلك الملعب التحفة الذي دشنه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون شهر جويلية الفارط، مسرحا لعرس كروي بامتياز زينته الأعلام الوطنية التي غطت مدرجاته وسط حضور قوي للأنصار الذين كانوا في الموعد رغم شكلية اللقاء بما أن المنتخب الوطني كان قد ضمن تأهله رسميا منذ الجولة الرابعة لهذه التصفيات. وقبل بداية اللقاء، دوى النشيد الوطني وسط تفاعل رهيب للجماهير الجزائرية ولاعبي المنتخب الوطني، في صورة أكثر من معبرة، وشاءت الصدف أن يتزامن هذا العرس الكروي التاريخي وشهر نوفمبر الغالي عند كل الجزائريين، كيف لا وهو الذي تحتفل من خلاله الجزائر هذه السنة بالذكرى السبعين لثورة التحرير المباركة. وكانت هذه المباراة محل حديث الشارع الكروي بتيزي وزو خاصة والجزائر عامة قبل عدة أسابيع من موعدها، نظرا لخصوصيتها التاريخية. وعرف اللقاء حضور عدة لاعبين دوليين سابقين في صورة صايب وموسوني وغيرهما. وتم رفع لافتة للاعب الأسطوري رشيد مخلوفي الذي توفي الأسبوع الفارط، حيث أبى جمهور ملعب المجاهد حسين آيت احمد إلا أن يعبر عن تأثره برحيل أحد نجوم منتخب "الأفلان" التاريخي. وبالعودة إلى المباراة التي كانت رسمية بطابع ودي بما أن نتيجتها لا تهم المنتخبين، فقد باغت المنتخب الليبيري نظيره الجزائري بهدف أول في الدقيقة 6 من توقيع دويه، لكن العناصر الوطنية سرعان ما تداركت الأمر وعادت في اللقاء وعدلت النتيجة في الدقيقة 20 بفضل ماندي مستفيدا من تمريرة محرز، ليضيف هذا الأخير الهدف الثاني في الدقيقة 29 برأسية وسط فرحة عارمة للجماهير التي ساندت كثيرا النجم السابق لمانشستر سيتي رغم مروره بفترات صعبة بفعل تراجع مستواه الفني في الآونة الأخيرة. وفي الشوط الثاني، دخل رفقاء حجام بوجه أفضل بكثير، فتمكنوا من إضافة 3 أهداف كاملة، حيث وقع بونجاح الهدف الثالث في الدقيقة 64 وضاعف قويري النتيجة بهدف رابع في الدقيقة 74 إثر توزيعة جميلة من البديل عمورة، ليتمكن هذا الأخير من إضافة الهدف الخامس في الدقيقة 9+5 بتسديدة مخادعة. خماسية "الخضر" جاءت لتعطي طعما خاصا للأمسية الكروية التاريخية التي شهدتها مدينة تيزي وزو. ومقارنة بمباراة غينيا الإستوائية الأخيرة، فقد أجرى الناخب الوطني بيتكوفيتش تغييرات على التشكيلة الأساسية، حيث أقحم كل من الحارس قندوز وحجام وعطال وشايبي وقندوسي وقويري وبونجاح مكان الحارس أوكيجة وآيت نوري وفارسي وزروقي المعاقب آليا وزرقان وبن رحمة وعمورة. ويكون بذلك المنتخب الوطني قد أنهى تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 بـ16 نقطة في صدارة المجموعة الخامسة، من 5 انتصارات وتعادل واحد. وسيتفرغ المنتخب الوطني لتصفيات كأس العالم 2026 التي سيستأنفها شهر مارس القادم بمواجهة بوتسوانا.