تحاليل الجمهورية:
على ضوء التعديل الحكومي الذي أقره أول أمس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، استلم السيد زهير بللو مهامه على رأس وزارة الثّقافة والفنون خلفا للدكتورة صورية مولوجي، وهذا خلال حفل تنصيب تم تنظيمه بمقر الوزارة بالجزائر العاصمة، بحضور إطارات من الوزارة ومدراء المؤسسات الثقافية التابعة للوزارة. وقد شكر السيد "زهير بللو" في كلمة له رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على الثقة التي وضعها فيه، متعهدا بتوفير كل الظروف لجميع النخب في مختلف المجالات للعمل سويا على رفع الرهان والتحدي لتحقيق قفزة ثقافية وفنية نوعية وأصيلة، مع العلم أن السيد زهير بللو هو ابن قطاع الثقافة، حيث كان مهندسا معماريا رئيسيا للممتلكات الثقافية، ثم مديرا للثقافة بولاية غرداية، أيضا مدير برنامج حفظ التراث الثقافي الجزائري في إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. منسق مشاريع في الجزائر مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية و اليونيسكو، شغل كذلك منصب مدير عام مساعد لوكالة التنمية الاجتماعية بوزارة التضامن الوطني، وكان رئيس ديوان وزير السياحة. وإضافة إلى هذا مثل الجزائر في العديد من اللقاءات الرسمية حول التراث الثقافي في العديد من بلدان العالم، وأشرف على العديد من الدراسات ومشاريع التراث في ولاية غرداية. وكان عضوا في دورتين بلجنة تحكيم الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية. وآخر منصب تقلده هو منصب أمين عام لوزارة الثقافة قبل أن يغادرها عام 2023 ليتفرغ للبحث العلمي.
ومن جهتها، شكرت السيدة صورية مولوجي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على ثقته في شخصها متمنية للسيد "زهير بللو" التوفيق والسداد في مهامه الجديدة، ومما لاشك فيه أن قطاع الثقافة يعد من أهم القطاعات وأبرزها في بلادنا، باعتباره أحد دعائم التطور التنموي والاقتصادي والسياسي، وأحد ركائز القيم التربوية التي ترمي إلى بناء إنسان ريادي وواع ومبدع، ولأن الدولة الجزائرية لطالما كانت تدرك أهمية الثقافة ودورها الكبير في التنمية الشاملة والبناء المجتمعي، فقد سطرت مجموعة من المشاريع الهامة وحققت ثلة من المكاسب في عهد الجزائر الجديدة، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي أعاد البريق إلى المشهد الثقافي بعد صدور المرسوم الرئاسي رقم 23-376 المؤرخ في 22 أكتوبر 2023 الصادر في الجريدة الرسمية رقم 70 ، والذي يهدف إلى تحديد حقوق وواجبات الفنان، ويضمن الحماية الاجتماعية والقانونية لجميع المبدعين وترقية دورهم الاجتماعي، كما يوفر لهم وضعية سوسيو مهنية جيدة، وهو ما أشرفت على تجسيده الدكتورة صورية مولوجي التي التزمت بتعليمات السيد رئيس الجمهورية، وحرصت على تطبيق جل التوجيهات التي تعكس الإرادة السياسية القوية للدولة الجزائرية، وللرؤية العميقة والعارفة للرئيس عبد المجيد تبون الذي أولى عناية فائقة للفنان ودعم دوره الكبير والفعال في مجتمعه.
وقد تجلى حرص وزارة الثقافة والفنون بإشراف من الوزيرة السابقة الدكتورة صورية مولوجي من خلال تحسين الوضع الاجتماعي والقانوني للفنانين، وإنشاء مركز للخدمات الطبية والاجتماعية ببلدية عين البنيان وغيرها من الإنجازات، أهمها ميلاد قانون الصناعة السينماتوغرافية الذي اعتبره المختصون مبادرة هامة وناجعة لتعزيز الإنتاج السينمائي، ودعم رُؤى الشباب وتبني أفكارهم ومشاريعهم. إضافة إلى إنشاء الثانوية الوطنية للفنون "علي معاشي" وإطلاق بكالوريا تخصص فنون في السينما والسمعي البصري، والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، وأيضا تهيئة المدينة السينمائية التي أنشأت بـ "تنركوك" بتيميمون وفق المعايير الدولية من أجل استغلالها في تصوير الأفلام،.وهناك أيضا مشروع "واحة السينما" الذي يعتبر بمثابة قطب خاص بتصوير الأفلام بالجنوب الجزائري، يهدف إلى مرافقة المتعاملين في مجال السينما والراغبين في إقامة مشاريع سينمائية بالمنطقة.
هي مجهودات وقفت عليها الدكتورة صورية مولوجي كوزيرة للثقافة والفنون، ومشاريع قيمة أشرفت على تجسيدها بحرص كبير يكشف عن ثقافتها الواسعة الملمة وتسييرها الحكيم لقطاعها الذي قدمت له الكثير، وبعد مسار حافل بالانجازات والمكتسبات، تنتقل الدكتورة مولوجي إلى قطاع آخر في إطار التعديل الحكومي الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أول أمس، لتوضع على رأس وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وتبدأ رحلة جديدة وتحديات مغايرة في مجال آخر يعنى بالأسرة والمرأة وكل ما له علاقة بالجانب التضامني الإنساني والاجتماعي، وهي الرهانات التي تنتظر أن تبني لها الدكتورة مولوجي إستراتيجية عمل محكمة لضمان الاستقرار الأسري في المجتمع الجزائري، ورؤية عميقة بخصوص التدابير والآليات الناجعة للتكفل بمختلف فئات المجتمع، لاسيما الهشة والمعوزة. إلى جانب تسطير برامج مكثفة لزيادة الوعي الاجتماعي ونشر ثقافة الحوار الأسري .