الحدث:
استهدف وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافرقية احمد عطاف في كلمته الختامية التي ألقاها على الوفود المشاركة في اليوم الثاني والأخير لاشغال الندوة رفيعة المستوى في طبعتها ال 11 ، 3 نقاط أساسية لا تخرج عن الوضع المعاش في الفترة الاخيرة وبالتحديد بالقارة السمراء. ارتاى احمد عطاف مع حلول موعد إسدال الستار على الطبعة ال 11 بمركز الاتفاقيات احمد بن احمد أن ترتكز رسالته الختامية على 3 زوايا مستوحاة من الساحة الافريقية اولها تهميش القانون الدولي وتحييد المنظمات وتكريس منطلق اللجوء الى القوة. ومن هذا المنطلق شرح بالتفصيل هذه المعطيات الثلاث بداية من عالمٍ يُرادُ فيه أولاً تهميشُ القانون الدولي وإضعافُ مَكانَتِهِ كبوصلةٍ تَحْتَكِمُ إليها الأمم في تعامُلاتِها وتفاعلاتِها ،ثم تحييدُ المنظماتِ الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، وغياب دورِها في حلِّ مختلف النزاعات والأزمات والصراعات التي تُثقلُ كاهل الإنسانية، إلى ظواهر تكريسُ منطق اللجوء للقوة والإفراطُ في استعمالِها، وترسيخُ عقيدةِ الكيلِ بمكيالين والمجاهرةُ في إعلائِها، وتعزيزُ النزعة الأحادية والانطوائية والمُغالاةُ في اتِّباعها وأسس تدخله الختامي من زاوية حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ ما يربو عن العام كاملاً، اختزلت في طيَّاتِها وفي أبعادِها جميعَ هذه التحولات الخطيرة التي تشهدها العلاقات الدولية راهناً والأدهى من كل هذا الأمر، أنه حين استيقظت العدالة الدولية مؤخراً على المسؤوليات المُلقاة على عاتقها، اعلنت دولةً أوروبية من الدول المصادقة على نظام روما اعتزامَها عَدَمَ تنفيذِ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضِدَّ مُخَطِّطِي ومُدبري ومُنفذي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة التي عاثوا فيها تدميراً وتخريباً وتنكيلاً وقد يختلف الامر كلما تعلقت القضية، باوامرَ قبضٍ مُماثلة في حَقِّ قَادَةِ دُوَلٍ إفريقية وغير إفريقية خلال السنوات الماضية ولم يَهْتَزَّ لها ضمير ولم يَنْدَ لها جبين. واكمل الوزير تدخله وهو يحلل الوضع بالمنطقة بوصف هذه المعاملات من منطق اللاقانون والكيل بمكيالين و التمييز في أبشعِ صُوَرِهِ وَأَمْقَتِ تَجَلِّيَاتِهِ. وعاد احمد عطاف لابراز الرؤية الإصلاحية لمنظومة الحوكمة العالمية من حتمية صوت العقل و الحكمة، الالتزام و الإسهام في معالجة كبريات التحديات الدولية والإقليمية. وهي الرؤية التي تم التأكيد عليها مرةً أخرى خلال ذات الأشغال . وأشار احمد عطاف خلال الجلسة الختامية إلى ترحيب الجزائر بالمكتسبات التي حققتها إفريقيا مؤخراً على درب تعزيز مكانَتِها على الساحة الدولية بافتكاك العضويةٍ دائمة بالمجموعة العشرين والاعترافَ المتزايد بأحقيةِ تمثيلٍ دائمٍ بمجلس الأمن الأممي، والإدراكَ المُتنامي بحتميةِ إصلاح المنظماتِ الاقتصادية والمالية الدولية على النحو الذي ما يُنصِفُ افريقيا ويصونُ حقوقها، و تحقيقَ مطالب تمويل عمليات السلام التي يُقرها الاتحاد الإفريقي ويضمنُ الإشرافَ عليها ومتابعةَ مُجرياتِهافي ظل حجب مرآة الحقيقة التي لا تزالُ تُلقي بِظِلالِها على دُوَلِ وشُعوبِ القارة،سواءٌ تعلقَ الأمرُ بالتصدي لتعاظم الأخطار الإرهابية لاسيما في منطقة الساحل الصحراوي، أو بمعالجة بؤر التوترات والأزمات والنزاعات التي تُهَدِّدُ جميعَ الأقطارِ الإفريقية، أو بغيرها من التحدياتِ الأمنية والسياسية والبيئية المتطرق إليها بإسهاب خلال هذه الندوة واكد الوزير ان الجزائر بصفتها الدولة العضو غير الدائم بمجلس الأمن فقد تعهد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتكريس عُهدتِها بهذه الهيئة الأممية المركزية لإعلاءِ صوت إفريقيا، والمرافعةِ عن شَوَاغِلِها وهُمومِها، والدفاعِ عن أولوياتِها وقضاياها. ومنهاالاعتزاز بالمساهمة في إرساءِ وتثبيتِ هذا المسار الإفريقي الذي يهدف إلى توحيد وتعزيز صوتِ افريقيا على الساحة الدولية.
وزير الخارجية احمد عطاف يدعو في كلمته الختامية  :  صوت العقل والحكمة لمنظومة اصلاحية