الذاكرة:
من رؤية تاريخية متكاملة الأبعاد رسم الخبير في التاريخ الاستاذ حميد ايت حبوش مساره التحليلي المدعم بمعطيات وحقائق وشهادات دولية حية عن مظاهرات 11 ديسمبر ،فاتحا سجل بيانات الثورة التحريرية عند محطة حاسمة تمثل المنعرج التاريخي الذي دفع الحكومة الفرنسية إلى إعادة حساباتها من جديد بوجهة ثورية تحررية . لم يحصر حميد ايت حبوش مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وانعكاساتها الداخلية والخارجية في صدى واحد يرتبط بقوة وارادة الشعب الجزائري ولحمته الوطنية بل فضل أن يتعدى هذه الزاوية المعروفة إلى نظرة شاملة متناسقة الأهداف انطلاقا من سلسلة من المعطيات المتوالية التي جعلت العالم باكمله يقف ويتتبع ويساند القضية الجزائرية من حدث تاريخي سياسي سلمي تجاوز صداه كل الحدود الإقليمية والزمنية والرسمية. فمظاهرات 11 ديسمبر جعلت الطبقة المثقفة والنخبة والساحة الاعلامية الفرنسية تقف وقفة تقدير مستشهدا بأحد الصحفيين الذي اندهش من مشاهد القوة والثقة بالنفس والتجاوب الكبير والحماس غير المحدود الذي حمله كل جزائري انذاك في سبيل الوطن ،والأكثر من ذلك فقد استطاعت هذه الاحداث التي انطلقت من عين تموشنت يضيف ذات المتحدث أن تلغي كل القيود الاستعمارية بمظاهرات سياسية ورمزية بشعارات وثقت نفسها وبقوة في مجلد الاستعمار الغاشم وترغم بالمقابل ديغول على تقليص زيارته للجزائر وتعيده إلى نقطة البداية وتعجل بإنهاء فترة استطانية طويلة بدأت مؤشراتها تظهر للساحة الدولية وبالتحديد لدعاة الجزائر فرنسية ،في وقت صادقت فيه الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة من الخامس ديسمبر إلى ال 20 من نفس الشهر على بيان تقرير مصيره الشعب الجزائري بتأشير 63 دولة ،ليضطر ديغول للرضوخ والتعامل مع المفاوضات الجزائرية الفرنسية بكل جدية وعلنية ورسمية بشهادة حقائق حفرت مكانها في الذاكرة الدولية ولدى الشعوب المستضعفة التي اقتدت بمسيرة تحررية تؤمن بالرمزية الجزائرية.
الخبير في التاريخ حميد ايت حبوش  : مظاهرات 11 دسيمبر تحمل  ابعادا متكاملة الاحداث ارغمت ديغول على الرضوخ