الذاكرة:
شكل موضوع المسار النضالي السياسي والدبلوماسي للمجاهد الراحل, سعد دحلب, محور ندوة نظمت اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة وتم خلالها تسليط الضوء على جوانب من حياة هذه الشخصية التي تميزت بالحنكة والعبقرية في مفاوضات إيفيان.
وخلال هذه الندوة, التي نظمها منتدى جريدة "المجاهد" بالتنسيق مع جمعية "مشعل الشهيد", أبرز السفير الأسبق والمهتم بالدراسات التاريخية, ناصر بلعيد, خصال المجاهد الراحل سعد دحلب الذي كان --مثلما قال-- من "الشخصيات الدبلوماسية الهامة إبان الثورة التحريرية" وكان "متشبعا بالروح الوطنية العالية وصاحب حنكة دبلوماسية مكنته من تقلد مراكز هامة في الهيئات القيادية للثورة, وعلى رأسها لجنة التنسيق والتنفيذ والمجلس الوطني للثورة".
كما ركز المتدخل على الأدوار الدبلوماسية التي لعبها الراحل سعد دحلب من خلال "آرائه الصريحة ومواقفه الثابتة والحاسمة أثناء الاتصالات بين وفد جبهة التحرير الوطني والوفد الفرنسي, والتي توجت بالتوقيع على اتفاقيات إيفيان واسترجاع السيادة الوطنية".
وخلال المنتدى, الذي حضرته نجلة الراحل سعد دحلب وبعض من أفراد عائلته, أبرز المشاركون عبقرية المفاوض الجزائري في مفاوضات إيفيان وتشبثه التام وغير المنقوص بالسيادة الوطنية الكاملة والوحدة الوطنية, لافتين إلى أن هذه العبقرية كانت "نابعة من قوة الشعب الجزائري وإرادته الراسخة في الانعتاق من هيمنة الاستعمار الفرنسي".
وخص المتدخلون بالذكر في هذا الشأن الراحل سعد دحلب الذي "تمكن بفضل تكوينه السياسي والنضالي العالي أن يسهم في تأطير العمل الدبلوماسي لجبهة التحرير الوطني من خلال دوره الكبير في إعداد وإدارة ملف المفاوضات مع الطرف الفرنسي".
وحرص المتدخلون في الختام على دعوة الأساتذة والباحثين إلى تسليط الضوء أكثر على مختلف الشخصيات التاريخية الوطنية, خدمة لواجب الحفاظ على الذاكرة الوطنية وربط التواصل الوثيق بين الأجيال.