بغداد اليوم - أربيل

علق الباحث في الشأن السياسي علي إبراهيم، اليوم الأحد (17 تشرين الثاني 2024)، حول احتمالية التدخل الأمريكي في قضية تشكيل حكومة إقليم كردستان، في حال استمرت العقدة الحالية.

وقال إبراهيم في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "التدخل الأمريكي موجود في تشكيل كل الحكومات العراقية والكردستانية منذ عام 2003، وبالتالي يمكن اعتبار تدخل امريكا في المشهد على أنه مسألة طبيعية لا بل طرف من أطراف المعادلة العراقية والكردستانية".

وأضاف، أنه "من غير المألوف في هذه المرة تحديدا تدخل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في تشكيل حكومة الاقليم عن طريق النصح، لذا أتصور ان تشكيل الحكومة سيتكلل ما بين 3 إلى 5 أشهر لتزايد الضغط من أطراف مختلفة".

والتقى رئيس الوزراء قيادات الصف الاول في الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين. وتركزت مباحثات السوداني على حل الملفات العالقة بين بغداد والإقليم بمقدمتها الاسراع في تشكيل حكومة الإقليم الجديدة والرواتب واستئناف صادرات نفط كردستان فضلا عن التطورات الاقليمية وتوحيد الموقف العراقي بشأنها.

ويرى تقرير أوروبي، أن الانتخابات التي جرت في إقليم كردستان مؤخرا، تحمل آثارا مهمة على مستقبل الاقليم والسياسة الامريكية الاوسع في المنطقة.

وقدم تقرير لموقع "نشرة أوراسيا" الأوروبي، في (4 تشرين الثاني 2024)، مجموعة توصيات للولايات المتحدة للتعامل مع التحديات السياسة الامريكية في الاقليم والمنطقة عموما، موضحاً أن واشنطن التي تمتعت بعلاقة قوية مع الكرد، يجب ان تلعب دورا عمليا في تسهيل الحوار بين الاحزاب الكردية من اجل ضمان تشكيل حكومة فعالة.

وذكر التقرير الذي تابعته "بغداد اليوم"، أن "قدرة الاقليم على تشكيل حكومة مستقرة، تمثل اهمية شديدة ليس فقط لحكمها، وانما ايضا للمصالح الاستراتيجية الاميركية الاوسع في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط".

ورغم أن التقرير رأى أن بعض صناع القرار في واشنطن قد يميلون الى النظر للسياسة الداخلية لاقليم كردستان، باعتبار انها تشكل مصدر قلق ثانويا، خصوصا في ظل الازمة بين اسرائيل وايران والتي تعتبر اكثر الحاحا، الا انه قال انه يتحتم على الولايات المتحدة ان تدرك القيمة الاستراتيجية لمساعدة الكرد، وان تتفهم هذه اللحظة في إقليم كردستان في سياق تاريخي أوسع للعلاقات الامريكية -الكردية والمكاسب المتبادلة التي جرى تحقيقها والتي من الممكن ان تستمر في الازدهار من خلال هذه الشراكة".

ولفت التقرير الأوروبي، إلى أنه منذ نهاية حرب الخليج الاولى، كانت واشنطن بمثابة الضامن لامن الكرد في العراق، في حين لعب الكرد دورا حاسما في الاطاحة بصدام حسين، وفي العملية السياسية بعد العام 2003، وساهموا في تطوير النظام السياسي والامني في العراق، الا انه كان هناك قلق متزايد في كردستان من ان الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة بالعلاقة مع الاقليم مثلما كانت من قبل منذ استفتاء الاستقلال في العام 2017 وبعد تعرض الاقليم لهجمات من قبل ايران، في حين زادت مساحة التدخل من جانب ايران وتركيا.

ورأى التقرير انه من خلال المساعدة في عملية تشكيل حكومة الاقليم، فان الولايات المتحدة بذلك ستعبر عن تجديد التزامها بالشراكة مع الكرد وتقوية استقرار الاقليم دون اي تكلفة من حيث الموارد او الارواح الامريكية.