إن وزارة الخارجية العراقية ليست مجرد مؤسسة إدارية، بل هي العقل السياسي الذي يدير علاقات العراق مع العالم الخارجي. ولقد كانت هذه الوزارة شاهدة على التحولات الكبرى التي مرت بها بلادنا، ودافعت عن حقوق العراق ومصالحه في أصعب المراحل. بمنهج سياسي خارجي، مستند لاستراتيجيات السياسة الخارجية، ومتوافق مع منظومة العلاقات الدولية.
ولقد أدارت ملفات شائكة ومعقدة، من النزاعات الحدودية إلى قضايا المياه والطاقة، ومن التصدي للإرهاب إلى بناء التحالفات الدولية، مستندة إلى إرث طويل من الحكمة والخبرة الدبلوماسية على ما رأيناه في عملها الدؤوب.
إن الدبلوماسية العراقية ليست انعكاسًا للمواقف فحسب، بل هي أداة للتأثير وصناعة القرار الدولي. ومن هذا المنطلق، فإن دور وزارة الخارجية العراقية بعد قرن من عمرها يتعاظم مع التحديات الراهنة التي تواجه العراق في ظل التحولات الإقليمية والدولية، خاصة في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر 2023 وما تبعها من تصعيد أمني وسياسي في المنطقة.
ومجلس النواب الذي اتشرف برئاسته اليوم باعتباره جهة رقابية وتشريعية، فإنه شريك أساسي في تحديد معالم السياسة الخارجية للبلاد. ونحن فيه نحرص على أن تكون العلاقة مع وزارة الخارجية تكاملية، بحيث تضمن أداءً أكثر فعالية لدبلوماسيتنا في خدمة المصلحة الوطنية. ولا سيما لجنة العلاقات الخارجية ذات العمل الدؤب.
وكما يسعى مجلس النواب إلى أن تكون السياسة الخارجية العراقية منسجمة مع توجهات العراق الداخلية، وأن تُدار بمنطق الاستقلالية والحياد الإيجابي بعيدًا عن الاصطفافات التي قد تضر بوحدة العراق وسيادته فإننا ندعم وزارة الخارجية في مواجهة أي تدخل خارجي يمس بقراراتها السيادية، ونحثها دائمًا على تبني سياسة متوازنة تعكس الإرادة الشعبية، التي يمثلها مجلس النواب، وتخدم أهداف العراق الاستراتيجية.
السادة الحضور:
الدبلوماسية العراقية لا بد أن تستند إلى رؤية استراتيجية واضحة، تراعي مصالحنا الوطنية وتنسجم مع التحولات الإقليمية والدولية، بركائز:
1. السيادة الوطنية:
2. العمل السياسي المعزز للسيادة خارجيا:
3. تعزيز المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية لعراقيي الخارج والنشاط الثقافي المعرف بالعراق خارجيا
إن هذا الاحتفال ومؤتمر السفراء الثامن يمثل فرصة لتجديد التزامنا المشترك بتعزيز التعاون العراقي العربي، والاقليمي والدولي. كما أنها مناسبة للتأكيد على أهمية العمل الدبلوماسي العراقي لمواجهة التحديات التي تقف امام عراقنا والأمة، من تصعيد عسكري في غزة ولبنان إلى الأزمات الاقتصادية والمجتمعية والمناخية.
وأختم كلمتي بتحية تقدير لكل الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية العراقية على مدار مئة عام وأشهد إن مسيرتها جزء لا يتجزأ من مسيرة العراق، وسياسته المحققة لإرادته في المنهج الدبلوماسي وفق قواعد العمل لهذه الوزارة، وإن دور وزارة الخارجية في المرحلة المقبلة سيكون حاسمًا في حماية مصالحنا السياسية وتعزيز مكانتنا العربية والاقليمية والدولية.