بغداد اليوم - بغداد

رأى الخبير الإيراني في الشؤون الدولية، محمد جل أفروز، اليوم الاثنين (2 كانون الأول 2024)، إن العراق وإيران لن يكونا بمنأى وأمن إذا نجح الارهابيون في سوريا بتحقيق أهدافهم، مبيناً إن بعض القوى الإقليمية تسعى إلى وضع اللمسات النهائية على "الشرق الأوسط الجديد الذي تريده أمريكا".

وقال أفروز في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "السياسات التي يتم تحدي دول المنطقة بها بطريقة أو بأخرى هي الروتين العام للتفكير بالشرق الأوسط الذي تعمل عليه أمريكا منذ عهد كلينتون لتغيير تيار سياساتها القديمة في الشرق الأوسط وخلق نوع جديد من السياسات".

وأضاف: "مؤخرا باتت تلك الدول تسعى إلى جعل هذا الشرق الأوسط قضيتهم السياسية كي تتمكن من خلق سياساتها الاقتصادية والعسكرية والثقافية في المنطقة وجذب الدول نحوها".

وعند سؤاله عما يحدث في الشمال السوري وتداعيات ذلك على العراق والمنطقة، قال أفروز، إنه "اذا نجح الإرهابيون في سوريا، فأنهم سيصلون أيضاً إلى إيران والعراق وعلى البلدين الاستعداد للمواجهة".

وأشار الخبير الإيراني في الشؤون الدولية إلى إن "هذه المؤامرة التي تم إعدادها مسبقاً لسوريا قد بدأت من جديد، وإسرائيل بمساعدة تركيا وأمريكا هم من نفذوا المؤامرة".

"انفجار" الشرق الأوسط

من جهته، أكد القيادي في الإطار التنسيقي عصام شاكر، اليوم الإثنين (2 كانون الأول 2024)، أن المساس بالمراقد المقدسة سيؤدي إلى إشعال فتنة كبرى تمتد نيرانها إلى عواصم دولية، محذراً من أن عدم احتواء الأحداث في سوريا سيقود إلى انفجار شامل في الشرق الأوسط.

وقال شاكر لـ"بغداد اليوم"، إن "الأحداث في سوريا هي نتاج تواطؤ عواصم دول كثيرة في تمزيق هذا البلد، من خلال الاعتماد المباشر على تنظيمات مصنفة إرهابية على اللائحة الدولية، في مفارقة تؤكد أن هذه الورقة ليست سوى أداة أخرى للفوضى وتحقيق المزيد من المكاسب على حساب دماء الأبرياء".

وأضاف، أنه "إذا لم يتم احتواء الأحداث في سوريا، فسيؤدي ذلك إلى انفجار كبير في الشرق الأوسط، مؤكداً أن المساس بالمراقد المقدسة سيقود إلى فتنة كبيرة لن تقف عند حدود معينة، وستطال نيرانها كل العواصم المتورطة في إشعالها".

وأشار إلى أن "الأحداث السورية يجب أن تكون درساً لكل القوى العراقية، بأن الأمن خط أحمر، وأن أي تفاعل بعيد عن مصالح الوطن سيخلق أزمات كبيرة"، مشدداً على "أهمية التعاطي الإيجابي مع الأمن من خلال الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشبوهة، وتعزيز الجبهة الداخلية، وعدم إفساح المجال لأي أصوات نشاز تحاول التصيد بالماء العكر".

وتابع شاكر أن "ما يحدث في سوريا هو صفحة إرهابية، ولا توجد هناك قوى معارضة حقيقية، بل تنظيمات تقودها أفكار البغدادي والزرقاوي، وهي الحقيقة التي تعمل وسائل إعلام عربية معروفة على طمسها لغايات وأجندات مكشوفة للرأي العام".

وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت المخاوف من تمدد النزاع السوري وتأثيره على المنطقة بأسرها، خاصة مع تهديد مواقع دينية مقدسة تعتبر خطوطًا حمراء، ما ينذر بتبعات كارثية

وتأتي هذه التحذيرات وسط محاولات إقليمية ودولية للسيطرة على الوضع، إلا أن التدخلات المستمرة وأجندات بعض القوى تُصعّب التوصل إلى حلول تنهي حالة الفوضى.