الغد برس/متابعة استأنف مطار دمشق الدولي اليوم الأربعاء، رحلاته الداخلية بعد توقف دام عدة أيام عقب سقوط النظام السوري، إذ تستعد أولى الطائرات للإقلاع من دمشق متجهة إلى مطار حلب، في أول رحلة من هذا النوع منذ سقوط النظام. وأعلن مدير المطار أنيس فلوح، عن استئناف العمل في المطار الذي يعتبر الأكبر في سوريا، بعد توقف استمر عدة أيام بسبب الأحداث الأخيرة، في خطوة هامة نحو استعادة الحركة الجوية في البلاد. وأمس الاثنين، أعلن وزير النقل في الحكومة السورية الانتقالية بهاء الدين شرم، أن “مطار دمشق الدولي” يستعد لاستقبال الرحلات الجوية خلال أسبوع، مضيفاً أنه أعطى توجيهات لجميع العاملين في مطار دمشق بالعودة إلى العمل. في السياق ذاته، باشرت إدارة “مطار حلب الدولي”، الذي يُعد ثاني أكبر مطار في سوريا، أعمالها ووضع اللمسات الأخيرة لتجهيز المطار أمام حركة التجارة والمسافرين، فقد استكمل العاملون أعمالهم بترميم المطار وتأهيله، إضافة إلى تأمينه، واستبدال الأجهزة التي جرى الاستيلاء عليها من تنظيم PKK/YPG الإرهابي. وكان مطار دمشق أصدر سابقاً إشعار "نوتام" المعني بسلامة الرحلات الجوية للطيارين، أكد فيه إلغاء جميع الرحلات الجوية حتى تاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأصدر مطار حلب الدولي إشعاراً مماثلاً حتى مساء يوم 17 من الشهر ذاته. وخرج مطار دمشق الدولي من الخدمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد تعرضه للقصف من القوات الإسرائيلية، مما تسبب في تعطيل حركة الطيران بشكل كامل. وقد شهد المطار توقفاً في عملياته لعدة أشهر، بينما كان يجري العمل على إصلاح الأضرار التي لحقت ببنيته التحتية. وتسبب توقف المطارات الرئيسية في سوريا خلال أكثر من عقد من الزمن، نتيجة الأزمة المستمرة منذ عام 2011، في فقدان عديد من الروابط الجوية مع العالم. ووفقاً لموقع "بلين سبوترز" لتتبع الطائرات، فإن أسطول الخطوط الجوية السورية يضم 12 طائرة، منها 8 من نوع إيرباص "إيه 320/20"، التي كانت تحلق إلى وجهات قريبة مثل بغداد، دبي، وبيروت، والدوحة. وتعاني منظومة الطيران السوري من شيخوخة عالية، إذ يبلغ عمرها التشغيلي 24 عاماً، كما تأثرت الخطوط الجوية السورية بالعقوبات الأمريكية والأوروبية التي منعت تحديث الأسطول وفتح خطوط جديدة. وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام المنهار من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكام نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.