الغد برس/ بغداد ذكر التلفزيون الصيني المركزي، اليوم الجمعة، أن مركبة الفضاء الصينية "تشورونغ" اكتشفت أدلة على وجود محيطات قديمة في خطوط العرض المتوسطة والمنخفضة على سطح المريخ. واكتشف علماء من الصين، باستخدام البيانات التي جمعتها مركبة "تشورونغ"، أن موقع هبوط المركبة في الجزء الجنوبي من سهل يوتوبيا في نصف الكرة الشمالي من المريخ "يحتوي على هياكل رسوبية مائلة متعددة الطبقات على أعماق تتراوح بين 10 إلى 35 متراً تحت الأرض". وجاء في التقرير الذي نشرته القناة أن "هذه السمات الجيولوجية تشبه إلى حد كبير الرواسب الساحلية على الأرض وتوفر الدليل الأكثر مباشرة حتى الآن على وجود محيطات قديمة عند خطوط العرض المتوسطة والمنخفضة على المريخ". وأشارت القناة إلى أن البيانات الجديدة لا تقدم فقط أدلة جوفية رئيسية على وجود محيط قديم في السهول الشمالية للمريخ، بل تظهر أيضاً أن المريخ شهد ذات يوم فترة طويلة من المناخ الدافئ والرطب، وهو ما يعني أن "المريخ كان يتمتع بظروف ودرجة حرارة وضغط جوي مناسبة لوجود الماء السائل لفترة طويلة". وإن الأهمية الكبرى لهذا الاكتشاف، هي أنه يوسع الأدلة على وجود الماء السائل على المريخ إلى المناطق الواقعة عند خطوط العرض المتوسطة والمنخفضة "التي هي أكثر ملاءمة للنشاط البشري، وهو ما يؤكد أن المريخ كان صالحا للحياة في وقت ما". وذكر التقرير أنه "إذا كان هناك محيط في هذه المنطقة، فمع تغير المناخ، يمكن أن تتجمع كميات كبيرة من المياه في شكل جليد تحت الأرض، مما يوفر فرصًا لاستخدام موارد المياه في قواعد المريخ المستقبلية، مما من شأنه أن يقلل بشكل كبير من تكاليف بناء وصيانة قواعد المريخ". يذكر أنه تم إطلاق أول مركبة فضائية صينية لاستكشاف المريخ "تيانوين-1"، والتي تتكون من مسبار مداري وكبسولة هبوط ومركبة جوالة، في 23 يونيو/ حزيران 2020، من مركز إطلاق الأقمار الصناعية "وينتشانغ" في جزيرة هاينان. ونجحت مركبة "تشورونغ"، وهي جزء من "تيانوين-1" في الهبوط بسلاسة في الجزء الجنوبي من سهل يوتوبيا على سطح المريخ في 15 مايو/ أيار 2021، وكان الهدف الرئيسي للمهمة هو البحث عن علامات محتملة للحياة على المريخ، وكذلك مساعدة العلماء على فهم ما إذا كانت الظروف على الكوكب يمكن أن تتغير في المستقبل بحيث يصبح مناسبا للسكن البشري. وأصبحت الصين أول دولة في العالم تطير حول المريخ وتهبط عليه في مهمة واحدة، وتستكشف الكوكب الأحمر باستخدام مركبة فضائية.