يعد الدكتور سماح مهدي صالح العلياوي من الاكاديميين اللامعين في فضاء السياسة العراقية حيث شق طريقه بثبات ليصل الى قمة العطاء العلمي في مجال اختصاصه  من خلال اصداره العديد من المؤلفات التي تخص الواقع السياسي مستمدا مهارته من دراسته الاكاديمية التي اكملها في الجامعة اللبنانية حيث حصل على الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية عام ٢٠١٣وعلى الدكتوراه في العلوم الساسية عام ٢٠١٧ ليتأهل بجدارة للتدريس في جامعات عراقية عديدة  اذ يشغل حاليا رئيس قسم القانون في كلية مزايا الجامعة... له مؤلفات جديرة بالاهتمام من ضمنها كتاب مستقبل الشرق الاوسط وملامح نظام عالمي جديد الى جانب كتاب مستقبل العراق بعد الاحتلال الامريكي وكتاب الواقع العربي في ظل التغيرات الدولية الجديدة بعد عام 2010 .حيث صدرت هذه الكتب عن منشورات زين الحقوقية في بيروت... ونظرا لاهمية هذه الاصدارات  فقد اخترنا  تسليط الضوء على بعضها فكان اختيارنا الاول  قراءة في كتاب (مستقبل الشرق الاوسط وملامح نظام عالمي جديد.).....

عندما تقرأ هذا الكتاب تجد انه   قد كتب باسلوب واقعي جدا  معتمدا على تحليل  دقيق للاحداث ليستنتج  وفق رؤية سليمة  ان منطقة الشرق الاوسط تعد  من المناطق الحساسة في التخطيط الجيواستراتيجي العالمي  والمرتكز الاساسي في بناء منظرمة  العلاقات الدولية  كونها تضم  مجموعة من الدول  المؤثرة في هيكلية النظام العالمي، وهذه المنطقة تمثل  المجال الحيوي للمحور الروسي – الصيني في ضوء امتلاكهما  للمقومات  الجيوبوليتيكية القادرة على منافسة امريكا اذ تبين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وانقسام النظام العالمي الى النظام الدولي الثنائي القطبية حيث اصبحت الولايات المتحدة قائدا للنظام الرأسمالي  واصبح الاتحاد السوفيتي  قائدا للنظام الشيوعي وبات التنافس بين هاتين القوتين محتدما  على رقعة الشرق اوسطية وانقسمت المنطقة بناء على الانقسامات التي اصابت النظام العالمي.

اذ يؤكد المؤلف  حقيقة واضحة  تتلخص بانه : بعد  تفكك الاتحاد السوفيتي في ديسمبر1991وجدت امريكا الفرصة سانحة لها نحو النزوع الامبراطوري  بغية تشكيل النظام الدولي الاحادي القطبية ( النظام الدولي الجديد ) . وهو ما انعكس  على منطقة الشرق الاوسط  اذ بدأت الازمات الاقليمية  تتسع بشكل سريع  فظهرت ازمة الصراع  العربي الاسرائيلي  وازمة الثقة الخليجية الايرانية  وكذلك الازمة العراقية  كما مثل تفجير برجي التجارة العالمية  ومبنى البنتاغون  في سبتمبر 2001 فرصة  نحو طرح استراتيجية الحروب الاستباقية  والوقائية في السياسة الامريكية  ازاء الشرق الاوسط . وفي ظل ما يسمى بثورات الربيع العربي في ديسمبر عام 2010 اذ دخلت المنطقة برمتها  مرحلة من الانقسامات والتشظي السياسي والاجتماعي  وبرزت ازمة الادوات  التكفيرية الارهابية في سوريا والعراق. وهذه المتغيرات  حفزت التكتلات والمجموعات الاستراتيجية ودفعت المحور الروسي الصيني الى الدعوة لتشكيل  النظام الدولي المتعدد الاقطاب  واصبح مستقبل الشرق الاوسط  مرهونا بمجموعة من المشاهد المحتملة  ....وتلك هي خلاصة لاستنتاج مهم وصل اليه المؤلف  نرى من وجهة نظرنا انها جديرة بالاهتمام   وقراءة موفقة لما تجري من احداث...والله الموفق.............................................بقلم ادريس الحمداني