قاسم الأعرجي: قائد وسطي ورائد في صياغة الاستراتيجية الأمنية العراقية.  
   بقلم... مؤمن الطارق
يُعد السيد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، من الشخصيات السياسية البارزة التي أسهمت بفعالية في تشكيل المشهد السياسي والأمني في العراق. تميّز الأعرجي بحنكته السياسية واعتداله في إدارة التوازنات، مما جعله شخصية تحظى بالاحترام من مختلف الأطراف. كما لعب دوراً محورياً في تعزيز الاستقرار وصياغة الاستراتيجية الأمنية العراقية من خلال قيادته لمستشارية الأمن القومي، حيث نجح في مواجهة التحديات الأمنية الكبرى التي واجهت العراق بعد سنوات من الأزمات.

ينتمي الأعرجي إلى جيل من السياسيين العراقيين الذين خاضوا تجارب متنوعة في العمل السياسي والأمني. بدأ مسيرته من خلال تولي مناصب سياسية وأمنية متعددة، ما أكسبه خبرة واسعة وفهماً عميقاً لتعقيدات المشهد العراقي. خلال فترة توليه حقيبة وزارة الداخلية العراقية، أظهر قدرة استثنائية على التعامل مع الملفات الشائكة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهو ما أهّله لاحقاً لتولي منصب مستشار الأمن القومي.

منذ توليه منصب مستشار الأمن القومي، ركّز الأعرجي على إعادة بناء المنظومة الأمنية العراقية وفق رؤية استراتيجية متكاملة. قاد جهود التنسيق بين المؤسسات الأمنية المختلفة لضمان انسجام العمل الأمني وتوحيد الأهداف. كما عمل على تحديث الخطط الأمنية لتكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الحديثة، بما في ذلك تهديدات الإرهاب، والتدخلات الخارجية، والجريمة المنظمة.

تميّز الأعرجي بقدرته على الجمع بين مختلف الأطراف السياسية والأمنية في العراق، حيث تبنّى نهجاً وسطياً يمكّنه من تحقيق التوازن بين المصالح المتباينة. استطاع من خلال حواراته المثمرة تقليل حدة التوترات السياسية والأمنية، مما جعله عنصراً فاعلاً في تعزيز الوحدة الوطنية. لقد نجح في بناء جسور التواصل مع مختلف المكونات العراقية، بما فيها الأطراف المعارضة، مما ساهم في تحقيق استقرار نسبي خلال الأوقات العصيبة.

لعب الأعرجي دوراً حيوياً في مواجهة الإرهاب، حيث عمل على تطوير خطط شاملة لمكافحة الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم “داعش”. كما ركّز على تحسين كفاءة الأجهزة الأمنية من خلال التدريب وتطوير القدرات الاستخباراتية. بفضل قيادته، تمكّن العراق من تحقيق نجاحات كبيرة في ملاحقة بقايا التنظيمات الإرهابية والحفاظ على الاستقرار في المناطق المحررة.

إلى جانب معالجة التحديات الأمنية الراهنة، يركّز الأعرجي على بناء منظومة أمنية مستدامة تحمي العراق من التهديدات المستقبلية. يتبنّى رؤية تقوم على تعزيز سيادة القانون، ودعم المؤسسات الأمنية، وتقوية الشراكات الإقليمية والدولية لضمان استقرار العراق. كما يعمل على دمج الجهود الأمنية مع الخطط التنموية لتوفير بيئة مستقرة تُسهم في تعزيز الازدهار الاقتصادي والاجتماعي.

إن الدور الذي يلعبه السيد قاسم الأعرجي في صياغة الاستراتيجية الأمنية العراقية يعكس عمق خبرته واعتداله في التعاطي مع القضايا السياسية والأمنية. بفضل قيادته الحكيمة ونهجه الوسطي، أصبح الأعرجي ركناً أساسياً في تعزيز استقرار العراق وحمايته من التهديدات الداخلية والخارجية. إن مسيرته السياسية والأمنية تمثل نموذجاً للقائد الوطني الذي يسعى لتحقيق مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، مما يجعله شخصية محورية في مستقبل العراق السياسي والأمني.