عمان - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش خلال افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين امس، رسوخ الدولة الاردنية واستقرارها، وأن هذا الرسوخ يتجلى فيه البعد الوطني الذي يعزز من تواصلنا الفاعل مع الإقليم والمجتمع الدولي.
وفي هذا النطاق، بين مراقبون ومحللون، أن جلالته لم ينس القضية الفلسطينية، فهي ستبقى العنوان الأساس للسياسة الخارجية الأردنية، لافتين إلى أننا دولة تقف في وجه العدوان الصهيوني دوما، سواء سياسيا أو دبلوماسيا أو إنسانيا، وهذا البعد تمارس الاردن عبره دورا إنسانيا مهما جداً، يتحقق بدعم الأشقاء في قطاع غزة كدأبنا المستمر بدعم القضية الفلسطينية.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، قال إن خطاب العرش، شدد على ايلاء القضايا الداخلية والخارجية الأهمية، والحرص على إنجاز التحديث والتنمية السياسية والإدارية والاقتصادية، فهذه الركائز مشروع الدولة، وسيكون العمل على إنجازها عابراً للحكومات، ومحركا يسهم في صياعة حاضر ومستقبل مشرق لنا.
ولفت الماضي، إلى أن جلالته أكد أن المتاح من تطبيق هذه المشاريع من الأولويات، لما تحمله من تاثيرات إيجابية على الاقتصاد، لذا يتطلب منا ذلك، تفعيل هذا الجانب، والعمل عليه بحزم وإخلاص، لننهض باقتصادنا.
وشدد الماضي، على أن جلالة الملك، أكد أن رسوخ الدولة واستقرارها، يتجلى فيه البعد الوطني، الذي لا يمنع الأردن من التواصل مع الإقليم والمجتمع الدولي، فجلالته بين أن الأردن يعرف ما يريد، ولن يغامر بمصالحه، وأن المغامرات التي يدعو إليها بعضهم، لن تكون في صالحنا، ولا في صالح الهوية الوطنية.
وقال "جميعنا يعلم ماذا جرى للهويات الوطنية المحيطة بالأردن في السنوات الأخيرة، لذلك فإن جلالة الملك كان حريصا في خطابه بالتشديد على أهمية الحفاظ على الدولة وإمكانياتها"، مضيفا أن جلالة الملك لم ينس القضية الفلسطينية، فهي العنوان الأساس لسياستنا الخارجية، فالأردن دولة رائدة في الوقوف بوجه العدوان الصهيوني، وستقف دوما في وجهه عبر البعد السياسي والدبلوماسي والإنساني، محققا بذلك دوره الإنساني المهم جداً بدعم الأشقاء في قطاع غزة، كما دأب أيضا على دعم القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات، إن خطاب العرش الذي أكد فيه على رسوخ الهوية، وأن الاردن لا يغامر بمستقبله، رد على اصحاب الرؤى الشعبوية التي تحاول حرف مسار فاعلية هويتنا التي تتبلور في نطاق منظومة ثقافية اجتماعية ثابتة ومستقرة، لا يمكن لأحد العبث بها.
واعتبر الحوارات، أن الخطاب الملكي بهذا الشأن، رد واضح وصريح على الأطروحات التي يجري تداولها بشأن التهجير القسري للفلسطينيين، ومحاولة العبث بالهوية الوطنية والوجه السياسي للأردن.
وأكد أن جلالة الملك، أضاء نقطة جوهرية في مفهوم الهوية، فهي جزء من ثبات المستقبل، وبالتالي لن تغامر المملكة بمستقبلها عبر الانخراط في أي مشاريع قد تمسّ هويتها أو رسوخها، مشددا على أن جلالته، واثق من أننا قادرون على الصمود في وجه التحديات التي تمر بها المنطقة، وبوجه المؤامرات التي تُحاك في الغرف المظلمة، وتريد بالأردن وبالقضية الفلسطينية شراً.
وأوضح الحوارات، أن استقرار الهوية، يعكس توجهاً سياسياً، برفض المشاريع اللاهثة خلف هذا التغيير في هويتنا الوطنية، فخطاب جلالته عن أن الأردن يقف ضد أي عدوان إسرائيلي بما فيه العدوان على غزة والضفة الغربية والمقدسات في القدس، جزء من سياق واجبنا ومنطلقنا السياسي في الاردن، وبالتالي فإن جلالته، يرى بأن الوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي على غزة، نصرة لل