في اليوم الثالث من مهرجان أجيال السينمائي 2024، يواصل المهرجان التزامه بإيصال أصوات المعاناة والحقيقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من خلال برنامج "أصوات من فلسطين"، الذي يعرض في الحي الثقافي كتارا.
يسلط البرنامج الضوء على صمود وعزيمة الشعب الفلسطيني عبر مجموعة من الأعمال السينمائية المتنوعة التي تعكس واقعه وتاريخه النضالي.
على خشبة مسرح الدراما في كتارا، عرض الفيلم الوثائقي "جنين جنين"، حيث يعود المخرج الفلسطيني محمد بكري إلى مخيم جنين للاجئين بعد 20 عامًا من تقديم فيلمه الوثائقي "جنين، جنين"، الذي منع من العرض في السابق.
يتأمل بكري خلال عودته حجم الدمار الذي خلفه الغزو العسكري الإسرائيلي في العام الماضي، حيث يمزج الفيلم بين شهادات الناجين من العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات الإسرائيلية، وبين ما يحدث حول الآثار المستمرة للغزو الذي وقع العام 2002، ما يخلق صورة متكاملة عن معاناة مخيم جنين وتاريخ صموده.
انهمرت الدموع مع كل حكاية جديدة يرويها سكان المخيم، الذين تشكلت حياتهم تحت وطأة سنوات الاحتلال. كان شعور العجز هو الأكثر إيلامًا، حتى وإن حاولوا التعبير عنه بضحكات تخفي الألم. ومع ذلك، ظل التمسك بالبقاء في المخيم خيارا لا بديل عنه بالنسبة إليهم، يعكس إرادة صمودهم رغم كل المعاناة.
ورصد بكري في فيلمه الجديد المعاناة المستمرة لسكان المخيم وهم يشهدون الدمار والفقدان، ويكتسبون رغبة أكبر في المقاومة.
ومن شهادات أهالي مخيم جنين تعرف جمهور مهرجان أجيال على حجم التعب الجسدي والنفسي الذي يمر به الكبار والصغار في المخيم، فأصوات الآليات أعادت المشهد لسكان المخيم لـ20 سنة مضت وكأن المشهد يعيد نفسه، ولكن بطريقة أصعب في هذه المرة.
ولعل شهادات الأمهات كانت الأقسى في فيلم البكري، إذ تحدثنا عن معاناة الأطفال مع الاجتياح والخوف الذي يسكن أجسادهم الصغيرة، وعجز الأمهات في إبقاء أطفالنا مع فكرة أن تخسر كل ما بنيته في لحظة.
"ما في حركة من جنين إلا للداخل"، بهذه الكلمات أكد سكان مخيم جنين تمسكهم بالمخيم وعدم خضوعهم أو خوفهم من العدو الإسرائيلي، فهم شعب يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا..، والحرية هي هدفهم الذي لن يتخلوا عنه.
وقدم الفيلم نظرة صادقة وواقعية شديدة التأثير عن الصراع الدائر والمستمر بين إسرائيل وفلسطين، وعلى مدار 60 دقيقة صدح الفيلم بأصوات الشعب الفلسطيني الذي اختار أن يصدح بصوته طالما يعيش حتى ينال حريته.
و"أصوات من فلسطين"، برنامج خاص يتضامن به مهرجان أجيال السينمائي مع القضية الفلسطينية، مسلطا الضوء على حكاياتها والأصوات السينمائية الفلسطينية، ويضم البرنامج أعمالا سينمائية مؤثرة لصناع أفلام فلسطينيين استطاعوا بكل شجاعة توثيق الواقع اليومي لشعبهم، ومدى عزيمتهم ومقاومتهم والأمل الذي لم يغادرهم يوما.
وبرنامج "أصوات من فلسطين"، هو دليل واضح على الروح التي لا تنكسر للشعب الفلسطيني، إذ يقدم حكايات ووجهات نظر في غاية الأهمية، كان يمكن لها أن تظل مختفية ما لم تطرح على شاشة السينما.
ومن خلال هذه الأفلام يتمكن الجمهور من التعرف عن قرب إلى الهوية الفلسطينية التي تمثل صوتا يدعو إلى العدالة، التعاطف، والإدراك والتقدير وسط المعاناة والشدائد التي يقاسيها الشعب الفلسطيني. ويأتي هذا البرنامج في ضوء التزام مهرجان أجيال بتوفير مساحة للتفاهم والقيم الإنسانية المشتركة، عبر حكايات يمكنها أن تتجاوز الحدود الجغرافية، وتشجع على التضامن، وتلهم الجمهور وتوحده أينما كان.
ويشمل برنامج العام الحالي، أفلاما متنوعة وملهمة تحظى باهتمام الجمهور من مختلف الأعمار، وتجمع الأفراد من م