"يسجل المسرح التربوي أهمية كبيرة في تقديم عروض تحمل قيما اجتماعية أخلاقية وجمالية، قادرة على تشكيل جيل منتم لوطنه"، وفق المخرج والمؤلف والممثل المسرحي عيسى الجراح.
ويهدف المسرح التربوي إلى تطوير المواهب الطلابية في مجال المسرح، وتسليط الضوء على القدرات الإبداعية الكامنة لدى الطلاب، لإيجاد جيل مبدع.
وفي لقاء خاص، يشير الجراح إلى وجود ترابط وثيق بين المسرح والعملية التعليمية، إذ "ثمة اتصال عميق بينهما، حيث تتشابه وسائلهما في إيصال المعلومة ومعالجة القضايا؛ فكما يعتمد الممثل على الحوار، يعتمد المعلم والطالب أيضا على التخاطب لنقل المعرفة".
يؤكد الجراح، الحاصل على درجة البكالوريوس في المسرح من جامعة اليرموك، أن علاقته بالمسرح هي علاقة شغف بدأت منذ الطفولة واستمرت في التطور على مر السنين. هذا الشغف، الذي طوره بالقراءة والبحث، أتاح له الاطلاع على ثقافات متعددة تتعلق بأنواع المسرح كافة، وخصوصا المسرحين المدرسي والجامعي.
ويشير الجراح إلى أن المسرحين المدرسي والجامعي يلعبان دورا محوريا في غرس قيم العمل الجماعي لدى الطلاب، بالإضافة إلى أهميتهما في تنمية قدراتهم تربويا وثقافيا وفكريا وإنسانيا واجتماعيا.
يقول الجراح، وهو عضو فرقة طقوس المسرحية التي تعنى بتقديم أعمال إبداعية، إن المخرج يعد العنصر الأساسي في تحويل العرض المسرحي من نص مكتوب إلى واقع حي. يتم ذلك من خلال تعاونه مع طاقم العمل المسرحي، وتحويل الأحداث إلى لوحات مرئية عبر اختيار الممثلين المناسبين لتجسيد تلك الشخصيات.
يتولى المخرج مسؤولية اختيار طاقم العمل والممثلين بعناية، حيث يقوم باختيار الفريق الفني والممثلين المشاركين في العمل، وقد يجري تجارب أداء لاختيار الأنسب للأدوار المطلوبة. كما يحرص على متابعة الجوانب الفنية اللازمة لتجهيز العمل بشكل كامل، ليقدم للجمهور بأفضل صورة ممكنة.
وحول الصفات التي يجب أن يتحلى بها المخرج، أكد الجراح، مؤسس ومدير مهرجان المسرح الكوميدي، أن الإبداع والقدرة على ابتكار أفكار فنية جديدة وملهمة هما أساس النجاح. كما أشار إلى أهمية الحزم والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية لضمان نجاح العمل المسرحي.
وأوضح الجراح أن الخيال الواسع صفة ضرورية للمخرج، حيث يمكنه من تحويل الأفكار إلى واقع مرئي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يمتلك المخرج مهارات تنظيمية عالية تمكنه من إدارة الفريق، تنظيم المهام وتوزيع الأدوار بشكل فعال. كما شدد على أهمية التحلي بالصبر للتعامل مع ضغوط العمل، التحديات والظروف الطارئة التي قد تطرأ خلال سير العمل.
المسرح التربوي يلعب دورا مهما في تنمية الثقة بالنفس لدى الطلاب، بالإضافة إلى تعزيز قدرتهم على التعبير عن أفكارهم وتجسيدها. كما يكسبهم مهارات خاصة بفن الإلقاء والخطابة والتحدث أمام الجمهور بجرأة ووضوح، ويغرس فيهم روح الشجاعة الأدبية، إلى جانب تعزيز قيم المشاركة والتعاون، إذ يعد المسرح فنا جماعيا تتجلى فيه روح التعاون بشكل أساسي.
ويسهم المسرح التربوي أيضا في جعل العملية التعليمية أكثر متعة وفاعلية، حيث يزيد من حماس الطلاب لتلقي الدروس المنهجية، ويرفع من مستوى ذائقتهم الفنية والجمالية.
وفي حديثه لـ"الغد"، يؤكد الجراح أن الفنون تعد قوة ناعمة تسهم في التأثير بالمجتمع من خلال تعديل السلوك وغرس القيم، حيث تعكس المرايا الفنية صورة المجتمع، ما يتيح مشاهدتها والتأثر بها. وأشار إلى أن الجميع بحاجة ماسة لممارسة الفنون، خصوصا الفنون المسرحية، لما لها من أثر تثقيفي وإرشادي وتوعوي ينعكس إيجابا على الأفراد والمجتمع.
يعد المسرح التربوي أسلوبا تعليميا يهدف إلى مساعدة الطلبة عل