عمان- صدر مجلد "البلاغة السياسية من منظور حضاري" للكاتب والناقد الدكتور غسان عبد الخالق، وذلك عن دار "الآن؛ ناشرون وموزعون".
وضم المجلد ثلاثة كتب هي: "الدولة والمذهب" و"بلاغة الشارع" و"بلاغة السلطة"، ويقع في 606 صفحات من القطع المتوسط، وقد صدّره المؤلف بإهداء وإشارة وتقديم عام.
أهدى عبد الخالق المجلد إلى ابنته الدكتورة لين بوصفها (باحثة لامعة في الأنثروبولوجيا الثقافية ومحاورة سياسية رفيعة)، كما وشحه بهذه الإشارة الدالة: "قد يعيد التاريخ نفسه مرات عديدة؛ ولكن ثمنه يتضاعف في كل مرة".
وقد استهل الدكتور غسان عبد الخالق تقديمه للمجلد، قائلاً: "لم أكد أصدر كتابي "بلاغة السلطة؛ نحو مختبر تطبيقي في النثر السياسي العربي"، حتى سارع بعض القراء والأصدقاء، إلى مطالبتي بضم هذا الكتاب إلى سابقيه: "الدولة والمذهب؛ جدل السلطة والسلطة الموازية" و"بلاغة الشارع؛ بحوث تطبيقية في النقد الثقافي"، انطلاقاً من اعتقادهم بأن هذه الكتب الثلاثة، تمثل سلسلة متصلة، ومن المستحسن أن تجمع في مجلد واحد، تحت عنوان بارز ينتظمها".
وأضاف: "تفكرت كثيراً في أمر هذا العنوان الجامع المانع، ووجدتني تارة أتحمس لنظمها تحت عنوان "البلاغة السياسية من منظور ثقافي"، وتارة أتحمس لنظمها تحت عنوان "البلاغة السياسية من منظور حضاري". وقد قرّ قراري على العنوان الثاني، لأسباب تتعلق بأن "الدولة والمذهب" تحديدا -وإن كان يشتمل على نصيب وافر من النقد الثقافي- أوسع إطاراً من النقد الثقافي بالمعنى الدقيق لهذا النقد، وبأن النقد الحضاري أكثر احتمالاً للسياقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأدبية، التي حرصتُ على مراعاتها في الكتب الثلاثة".
وختم عبد الخالق تقديمه العام، قائلاً: "ومن البديهي أن أعيد التذكير في هذا المجلد، بقناعتي التي أودعتها مستهل "بلاغة السلطة" وعلى نحو أرحب قليلاً؛ ففي هذا الزمن الملحمي الذي يعج بالعلامات والمجازات والاستعارات السياسية الكبرى، لا يعد الإصرار على تحجيم المبحث البلاغي -عبر اقتصاره على المضمون الأدبي وما يستتبعه من إجراءات وتدريبات مدرسية ساذجة- مجرد كسل علمي مفضوح فقط، بل هو خيانة سافرة للسياق والمعنى والدلالة، وتواطؤ مكشوف على ترسيخ ضروب من الشكلانية الميكانيكية الجوفاء، على حساب الجدوى المعرفية الواقعية العملية المنشودة، والتي يصعب امتلاكها دون استيفاء السياقات التالية -في كل مبحث بلاغي- وهي: السياق التاريخي، والسياق الاقتصادي، والسياق الاجتماعي، والسياق السياسي، والسياق الثقافي/ الفكري، والسياق الأدبي، والسياق التطبيقي؛ لأن البلاغة عندنا هي (الغابة) التي لا يجوز التهرب من رؤيتها، عبر الانشغال بإحدى أشجارها!".
والجدير بالذكر أن الكاتب والناقد والأكاديمي الأردني الدكتور غسان عبد الخالق، يعمل الآن عميدا لكلية الآداب والعلوم التربوية وأستاذا للأدب والنقد في جامعة فيلادلفيا التي التحق بها العام 1996 مدرسا، ثم تدرج بعد ذلك فأصبح مساعدا لعميد الآداب، ثم مساعدا لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ثم عميدا لشؤون الطلبة، ثم عميدا لكلية الآداب والفنون. كما ترأس اللجنة المنظمة لمهرجان فيلادلفيا للمسرح الجامعي العربي (2003-2009) واللجنة المنظمة لمؤتمر فيلادلفيا الدولي وهيئة تحرير مجلة فيلادلفيا الثقافية (2012-2019).
وسبق لعبد الخالق أن شغل منصب أمين الشؤون الخارجية في رابطة الكتاب الأردنيين ورئيس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين متتاليتين، كما عمل مستشاراً ثقافياً لمؤسسة عبد الحميد شومان. وقد صدر له حتى الآن خمسة وثلاثون كتابا في الفكر العربي والنقد الأدبي والرواية وا