عمان- _ - يقول مدير قطاع الأعمال في بنك الاتحاد، مجدي عصفور، لطالبات مدرسة قيساريا الأساسية، إن الحياة تضم العديد من الخيارات المفتوحة، وفيها مثابرة للوصول إلى الهدف، والمنافسة الحقيقية دائما تكون مع الذات.
ويضيف عصفور، خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال، التي تنفذها مؤسسة "إنجاز" للعام الـ16 على التوالي، أن الإصرار على النجاح والإيمان به والتركيز على التطوير، كلها أمور تساعد على النجاح مع وجود الفضاء الإلكتروني الذي سهل الوصول إلى المعرفة.
عصفور بدأ جلسته بعرض فيديو لعد الكرات، وهي تجربة حول الانتباه للتفاصيل وبأن ما نراه ليس هو الواقع، بهدف التركيز على بعض الأمور التي قد ننسى المهم منها، لأن بعض الإجابات تكون أمامنا ولا نراها.
ويقول إنه يفتخر بدراسته في مدارس حكومية في مدينة الكرك، ويسرد قصته، بأنه من مواليد المملكة العربية السعودية، بسبب انتقال أهله إلى هناك بهدف العمل، وعاش طفولته هناك، وهو الأمر الذي عرفه على طلاب من مختلف الجنسيات، وساعده على تقبل الآخر، وفهم اختلاف الثقافات والبلدان وتنوع الأفكار، وسهل تكوينه للعلاقات، وتشكيل نظرة مختلفة للحياة.
بعد حرب الخليج، قرر والده العودة إلى الأردن وسكن في مدينة الكرك، وكانت نقلة نوعية من مدرسة خاصة إلى حكومية، ومن مدينة كبيرة مثل الرياض إلى الكرك، لكنه لا يندم على شيء لأنه تعلم مرونة التعامل والتكيف مع البيئة الصعبة، والابتعاد عن المشاكل، وتكوين الصداقات.
يشير عصفور، إلى أنه لم يكن يعرف ماذا يريد مستقبلا، وأنهى التوجيهي بمعدل جيد، ودرس في جامعة العلوم التطبيقية، بتخصص التسويق، وهنا انتقل مرة أخرى من الكرك إلى العاصمة، شعر بداية بالضياع، ثم بدأ التعرف على ذاته بشكل أفضل، واستغل وقت فراغه، بالدراسة، والرياضة، وخلق عادات إيجابية، حتى تفوق في دراسته وبات رياضيا.
وينصح الطالبات بالاستفادة من مرحلة المدرسة، وبذل الجهد والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يتعرفن على أنفسهن، وتحديد نقاط القوة، وبناء المهارة المطلوبة، لأن منطقة الراحة عبارة عن فشل، مع إيمانه أن الحياة ليست سهلة.
يؤكد عصفور، أهمية التكيف مع البيئة المحيطة، إذ بدأ ببناء العلاقات والتعرف على المجتمع حوله، بعد ذلك، قرر الدراسة خارج الأردن، وحصل على مقعد في جامعة بريطانية، درس اللغة مدة 6 أشهر عاش خلالها مع عائلة بريطانية، تعلم منهم الاختلاف بالعادات والتقاليد.
يذكر أنه عاد إلى الأردن العام 2004، وقرر شيئا مختلفا، وهو العمل مندوب مبيعات لأحد البنوك البريطانية، في دائرة الشركات، عمل في الدائرة 3 سنوات محققا نجاحات كبيرة، ثم عرض عليه الإدارة الانتقال إلى قسم آخر، فقرر تعلم شيء جديد، وانتقل إلى قسم خدمة العملاء VIP، فتعرف على أصحاب الشركات وطريقة تفكير رجال الأعمال، عمل فيها عامين ونصف، بعدها قرر تعلم شيء جديد آخر، وهو الاستثمار والأسواق المالية، فانتقل إلى قسم الاستثمار العام 2009، قبل انهيار الأسواق المالية.
في العام 2010، انتقل عصفور إلى بنك الاتحاد، مديرا لأحد الفروع، علما أنه لم يملك الخبرة في هذا المجال سابقا، لكنه قرر دخول المجال، وكان أصغر مدير فرع في البنك، بعمر 28 عاما، فأسس الفرع، وعين الموظفين، والفرع إلى اليوم يحقق أعلى المبيعات للبنك.
عرض عليه فرصة إدارة فروع البنك، أو العمل مع شركة عالمية ببرنامج لتطوير الفروع، فاختار العمل مع الشركة العالمية، مؤكدا أن اختيار المسارات غير الواضحة في بعض الأحيان، يكون أفضل من البديهية، لذا لا بد من النظر إلى الحياة بعقل متفتح، إذ فضل خلال مسيرته التعلم على التطور الوظيفي.
ويوضح أن التأقلم مع الأماك