المفرق - يشكل مهرجان الزعفران الأردني الأول والمنتجات الريفية في محافظة المفرق الذي افتتح قبل يومين، نقلة نوعية في القطاع الزراعي، حيث يعد الزعفران منتجا حديثا في المملكة ويتم استيراده بملايين الدنانير، كونه من أثمن المحاصيل في العالم.
ووفق مدير مزرعة الزعفران في منطقة دحل بالمفرق، عادل صبح، "فإن الزعفران ليس محصولا عاديا، بل هو استثمار اقتصادي طويل الأمد".
وأضاف، "إن سعر الغرام الواحد من الزعفران يتراوح بين 8 إلى 10 دنانير، والبصلة الواحدة يمكن أن تتكاثر إلى 20 بصلة خلال خمس سنوات، مما يحقق عوائد اقتصادية ضخمة".
كما أكد صبح، "أن القطاع لا يقتصر على الزراعة فحسب، بل يتوسع ليشمل تصنيع منتجات جديدة مثل المكملات الغذائية والكريمات ومستحضرات التجميل، ما يفتح المجال أمام الصناعة الأردنية لاستغلال الزعفران في مجموعة من المنتجات ذات القيمة المضافة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من مكانته في الأسواق المحلية والعالمية".
وأشار إلى "أنه بالتعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء وأحد مصانع الأدوية، تم إضافة قيمة مضافة للزعفران من خلال تصنيع كبسولات لوقف تدهور شبكة العين، معالجة القولون العصبي، كمضاد للاكتئاب، بالإضافة إلى إنتاج العديد من الكريمات".
وفي الأردن 8 مزارعين فقط متخصصين في زراعة الزعفران، إلا أنه أصبح اليوم محط أنظار الحكومة والمزارعين على حد سواء، حيث يسعى المشروع إلى وضع الأردن على خارطة الدول المنتجة لهذا المنتج الفريد، وزيادة صادراته في الأسواق المحلية والعالمية، وكذلك رفع عدد المزارعين إلى 50 مزارعا بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج ذي القيمة العالية وتوطينه في المملكة.
كما أن مشروع الزعفران لا يقتصر على كونه مجرد خطوة نحو التوسع في زراعة محاصيل جديدة في الأردن، بل يشكل جزءا من إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحفيز الاقتصاد الوطني عبر تنويع الإنتاج الزراعي والحد من الاعتماد على المحاصيل التقليدية.
ويتطلع المشروع أيضا إلى أن زيادة الاستثمار برأس مال البشري، من خلال تمكين المزارعين وتعزيز مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تؤكد وفاء العظمات، إحدى العاملات في المشروع، "أن الزعفران غيّر حياتها بشكل جذري"، موضحة، "كان هذا المشروع طوق نجاة لي ولأسرتي، فبالرغم من كوني المعيلة الوحيدة لهم، وفر لي هذا العمل دخلا مستداما، وساعدني على تحقيق الاستقلال المالي".
ووفق عاملات أخريات، "فإن هذا المشروع منحهن الفرصة ليس فقط للعمل، ولكن أيضا للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم أسرهن في وقت واحد"، بينما تُظهر التجربة الناجحة لهن، أن مشروع الزعفران يمكن أن يكون نموذجا مبتكرا لتمكين النساء في المجتمعات الريفية وتحفيز مشاركتهن الفعّالة في المشاريع الاقتصادية ذات القيمة العالية.
وتقول نهى الزغول، إحدى المشاركات في المهرجان من محافظة عجلون، "إن الفعاليات والورش التي أقيمت على هامش المهرجان عززت من التفاعل المجتمعي، ما أسهم في تبادل الخبرات وتعزيز الروابط بين النساء في مختلف المناطق".
ومن وجهة نظر رئيسة شعبة التنمية الريفية وتمكين المرأة، المهندسة كاتلينا الحراحشة، "فإن المهرجان الأول للزعفران يعكس التزامنا بتطوير الزراعة البديلة وتمكين المرأة الريفية. من خلال هذا المشروع، نعمل على تعزيز دور المرأة في المجتمع وتنمية المناطق الريفية عبر تقديم فرص عمل مستدامة، ما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق".
وفي كلمته خلال افتتاح المهرجان، أكد وزير الزراعة، خالد الحنيفات، "أن الزعفران هو منتج زراعي جديد في المملكة، إلا أن له من الإمكان