بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يواصل شنها ضد قطاع غزة، صعد الاحتلال من هجمته الشرسة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، فصادر أكثر من 52 ألف دونم في أقل من عام، بما يشكل معطى خطيرا في إطار مخطط زيادة الأنشطة الاستيطانية وتهجير الفلسطينيين. وزادت قوات الاحتلال من تنفيذ عمليات الهدم والتهجير القسري، خاصة في التجمعات السكانية البدوية الفلسطينية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الحواجز العسكرية وإقامة بوابات حديدية في مختلف المناطق، وفق "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة الفلسطينية. وأكد رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، أن مصادرة ما يزيد عن 52 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية خلال العام الحالي، خاصة بعد 7 تشرين الأول(أكتوبر) 2023، يأتي في ظل "محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد على الأرض". وشدد شعبان، في تصريح له أمس، على أهمية تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة عدوان الاحتلال، لافتا إلى "أن العمل الجماعي والتكاتف الوطني يشكلان الأساس لمواجهة هذه التحديات". وتشهد مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، اقتحامات مستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، يتخللها مواجهات ميدانية، ما أسفر عن اعتقال الآلاف الفلسطينيين وارتقاء مئات الشهداء، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء. وأدى عدوان الاحتلال على غزة لارتقاء أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، وفق معطيات رسمية فلسطينية. يأتي ذلك بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، بحماية قوات الاحتلال، في ظل دعوات فلسطينية لتكثيف الاحتشاط والرباط فيه لحمايته والدفاع عنه. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية مزعومة. وفرضت شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد، واحتجزت هوياتهم عند بواباته الخارجية، بينما تتواصل الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والحشد في "الأقصى"، لحمايته من اقتحامات المستوطنين ومخططاتهم التهويدية، الساعية لفرض وقائع جديدة بحق المقدسات في مدينة القدس المحتلة. وأفادت محافظة القدس بأن 62 ألفا و697 مستوطنا متطرفا اقتحموا باحات المسجد الأقصى، وأدوا صلوات ورقصات تلمودية واستفزازية منذ 7 أكتوبر 2023. من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، عبد الرحمن شديد، أن جرائم الاحتلال والاقتحامات والتوغلات المستمرة وسياسة الاغتيالات والإعدامات، تأتي في إطار مساعي الاحتلال لكسر المقاومة وحاضنتها الشعبية وإيقاف مدها في الضفة الغربية. وأكد شديد، في تصريح له أمس، أن هذه المحاولات "ستبوء بالفشل، ولن تجلب للاحتلال إلا المزيد عن الذعر الأمني والتخبط الميداني". وندد بجريمة الاحتلال الإرهابي بحق الشهيدين الطفل محمد ربيع حمارشة (13 عاما)، والشاب أحمد محمود زيد (20 عاما)، اللذين تم إعدامهما عقب اقتحام بلدة يعبد، غربي جنين، وإطلاق رصاص متفجر عليهما، ما أدى لارتقائهما على الفور. وشدد على أن جرائم الاحتلال ستزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على خيار المقاومة والتصدي لعدوانه. وأكد أن جنين وبلدة يعبد وكل مدن الضفة الغربية ستبقى متمترسة في خندق المواجهة، وداعمة للمقاومة، في مواجهة الاحتلال، والتصدي لاقتحاماته المستمرة وعدوانه الهمجي الذي يستهدف الكل الفلسطيني. وقال: "إن الضفة الغربية كانت وستظل عصية على