عمان– _- تقول الرئيسة التنفيذية لشركة التأمين الوطنية، الدكتورة منال جرار، لطالبات مدرسة، مي زيادة الثانوية للبنات، إن النجاح والتقدم ليس له حدود، وشعارها في الحياة أن السماء هي الحد، وعلى قدر الاجتهاد والعطاء يمكن الوصول لتحقيق الأهداف، لذا فإنها طورت من ذاتها وثابرت حتى تصل إلى ما وصلت إليه اليوم. وتضيف جرار خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة إنجاز، للعام الـ16 على التوالي، أن كل واحدة من الطالبات قادرة على الإبداع، وهو ما يسهم بجيل يضع بصمته الخاصة. وتشير جرار إلى أنها خريجة مدرسة حكومية، وكانت متفوقة في المدرسة، بعد ذلك التحقت بالجامعة الأردنية بتخصص الآداب، ثم عملت في قطاع التأمين لفترة، ودرست درجة الماجستير في إدارة المخاطر، ثم حصلت على درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة كومنويلث في إنجلترا. وتقول إنها تشارك قصتها، حتى تعرف كل واحدة من الطالبات أنها قادرة على النجاح، وتحقيق هدفها الذي تسعى إليه، فالعمل في ذلك الوقت لم يكن سهلا، وفرص الإناث حاليا أفضل، في السابق كان المجتمع يميل للذكور. وتذكر جرار أنها لم تلجأ إلى الواسطة، لذا اضطرت إلى متابعة إعلانات الجريدة، فوجدت إعلانا لشركة تأمين عن دورات موظفين في الشركة للمبيعات، تقدمت للتدريب، وبعد انتهاء الدورة، كان هناك امتحان، لتعيين شخصين في المبيعات، وتفوقت هي وأحد المتدربين، وكان العمل بعمولة وبدل مواصلات فقط. تبين أنها لم تطمح للعمل في التأمين، لكنها تحدت ذاتها، وحققت الهدف من المبيعات، بعد 3 أشهر عرضت عليها الشركة العمل في التخطيط والإدارة، فوافقت على الرغم من صعوبة الأوضاع وقتها، إذ كانت الفتاة الوحيدة بين مجموعة من الموظفين الشباب، إذ كان قطاعا محصورا بالشباب، لكن هدفها التعلم والوصول. تقول جرار، إنها بدأت بالقراءة، حتى أنها قرأت كل ملفات الشركة باللغة الإنجليزية، التي تعلمت منها أشياء جديدة، وباتت تملك معلومات كبيرة. تضيف أنها خضعت لدورات كثيرة واستطاعت النجاح، ثم عرضت عليها شركة أخرى عملا بضعف راتبها، وكانت الأمور أفضل مع دخول النساء هذا المجال، ووضعت لنفسها هدفا أن تكون في الإدارة العليا، فحصلت على شهادات مهنية في قطاع التأمين، لا يملكها الجميع، وتفوقت بعدما بذلت جهدا كبيرا. وعلى الرغم من كل التحديات، نجحت لتصبح أول امرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة تأمين، وحاصلة على تصنيف من مجلة فوربس لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لمدة 8 سنوات على التوالي، وحاصلة على العديد من الجوائز لكونها من أفضل القياديات في الأردن. وتشير إلى أنها تدير الشركة ضمن قطاع كان حكرا على الرجال، وهي من أفضل الشركات، ومصنفة عالميا كواحدة من أقوى شركات الأردن، وعلى الرغم من النجاح إلا أنها ما تزال تتعلم، وتدرس وتسعى إلى تحقيق مزيد من النجاحات. وتؤكد أن لا أحد سيوقف مشوار الشخص، والطلاب حياتهم وطريقهم أسهل اليوم، لأن السيدات والرجال يدعمون السيدات، والسيدات متعددات المهام، لذا التحديات أمامهن أكبر، لذا فإن إبداعهن أكبر، فهن قويات وقادرات على الإنجاز. وتقول إن والدها- رحمه الله- هو الشخص الذي دعمها وعلمها أن الحياة تحتاج إلى القوة والصبر لأنها ليست سهلة، وأن عليها التعب وتطوير ذاتها، وألا تظهر نقاط ضعفها لأي كان، حتى لا يستغل هذا الضعف. وتذكر جرار، أن الأهم هو التميز ووجود هدف نصل إليه على الرغم من كل العقبات، يجب أن نطور من أنفسنا، خاصة أن هذا الجيل مبدع ويعرف ما يريد، وينمي مهاراته، فالشهادة الجامعية مهمة لكنها شهادة عبور إلى الحياة العملية، لكنها لا ت