يقول المحامي، ثائر أحمد النجداوي، لطالبات الصف التاسع من مدرسة بنت عدي الثانوية للبنات، إن الشخص الذي يجتهد ويحترم علمه ويسعى إليه يجد نتيجة جيدة، مبينا أن الكتب ليست للزينة، بل للاستفادة منها، والكتاب قادر على إرشاد الشخص في حياته. ويضيف النجداوي، خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال، التي تنفذها مؤسسة إنجاز للعام الـ16 على التوالي، أن شعور الخسارة مرير، خصوصا إذا كان الخطأ من الشخص نفسه، لكن الرضا بالربح والخسارة مهم في الحياة، وعلى الرغم من صعوبة الفشل، لكن علينا الاستفادة منه، وعدم تكراره. يقول النجداوي، إنه بدأ مزاولة مهنته عام 1989، إذ كان والده قاضيا في مدينة نابلس قبل عام 1967، ودرس فيها جزءا من مرحلته الأساسية، وعاد إلى عمان عام 1976، إلى مدرسة جبل الحسين المختلطة، ثم انتقل إلى مدرسة تراسانطة، بسبب شغفه باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتخرج فيها، وفي التوجيهي أدرك أنها مرحلة فاصلة، فبذل جهدا إضافيا، وحصل على معدل 94.8، ودرس القانون. يذكر النجداوي للطالبات أن طعم النجاح جميل، لأن الشخص يشعر أنه مختلف ومميز، والتحق للدراسة في الجامعة الأردنية، وأنهى متطلبات البكالوريوس بـ 3 سنوات، ثم انتقل إلى دراسة الماجستير في بريطانيا وتخصص بقانون التجارة الدولية، بعدها عاد إلى الأردن للعمل. يتحدث النجداوي عن 4 مفترقات في حياته، الأول عام 1999، عندما اكتشف أن 70 % من عمله مجاني، فقرر الحصول على قضايا نوعية، وبقي على هذا الحال لغاية عام 2005، فقرر تغيير المسار، من كونه محاميا يعمل في المحاكم، لأن ذلك وحده لم يعد يحقق النمو المهني، بأن يصبح محامي شركات ومشاريع، فعمل مدة 3 أشهر في شركة محاماة بريطانية في البحرين، وسجل إنجازا في ذلك الوقت. بعدها، عاد إلى عمان وغيّر نموذج عمله، بالانتقال إلى تقديم الخدمات القانونية الاستشارية مع وجود بعض المساعدين في المكتب، عام 2009، كان معه 6 محامين، واليوم المكتب يضم 18 محاميا و4 إداريين. المفترق الثالث دخول أولاده للعمل بالمحاماة في المكتب، وكان عليه إتاحة الفرصة لهم لكي يمسكوا زمام الأمور، فأنشأ المؤسسية في المكتب، وشركة فيها صلاحيات واضحة، أما المفترق الرابع، فكان كورونا، بقدر ما كانت مؤلمة، إلا أنها جعلته يتعمق بالتفكير، وتحديد الأولويات. من كورونا انطلق بالمفترق الرابع، بنقل خبرته لكل الناس، سواء في العمل أو المجتمع، وصار هدفه مساعدة الناس، والتحق بالعديد من المؤسسات ذات الهدف المجتمعي. وقد قدم النصح للطالبات بالتركيز على العمل التطبيقي، لأن التخصصات الأكاديمية باتت مشبعة. ويذكر النجداوي أهمية الجانب التطبيقي في الحياة، إذ إن أنجح المؤسسات والأفراد مثلا العاملون في مجال تكنولوجيا المعلومات، وليس التخصصات الأكاديمية كالطب فقط. ويوضح أن الحصول على معدلات عالية يفتح كل الأبواب، ووجوب اختيار تخصص بموضوع نملك الشغف له، ولكن بسبب تشبع التخصصات لا بد من اختيار المساقات التي يسعى لها سوق العمل ومتطلبات نهضة الوطن، مؤكدا للطالبات أهمية الاستفادة من تجارب غيرهن، من خلال الالتحاق في فترة الصيف بالتدرب في مؤسسات، للتعرف على المهن عن قرب، ومساعدتهن باتخاذ قرار الدراسة. ويبين أن التحديات موجودة طوال الوقت، ويجب عدم الالتفات للمحبطين والمنافسين والكارهين، وفعل الأمور بالشكل الصحيح، فكل ما نفعله في حياتنا يبقى موجودا إلى الأبد، لذا يجب تقليل الخطأ قدر الإمكان. ويقول النجداوي حول دراسة القانون، إنه لا يذكر هل أحب المهنة قبل أن يعمل بها، أو أنه أحبها بعد أن عمل بها، لكنه يتذكر أن دراسة القانون كانت مملة بالنسبة له، لكنها من أمتع الأمور لل