عمان- انطلقت، أول من أمس، فعاليات المؤتمر الأردني الثاني للذكاء الاصطناعي بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومناهج التعليم والتعلم"، وذلك في مقر مجمع اللغة العربية الأردني، وبرعاية رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت. وحضر فعاليات المؤتمر رئيس المجمع وأعضاؤه، والدكتور محي الدين توق رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، إلى جانب نخبة من اللغويين والمتخصصين في علوم الحاسوب وأساتذة الجامعات، فضلاً عن جمهور من المثقفين والمهتمين. وجاء هذا المؤتمر استكمالا لما عرض في المؤتمر الأول من أبحاث تتعلق بتكنولوجيا المعلومات وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تطور في مجال الذكاء الاصطناعي. وسلط المؤتمر، في نسخته الثانية، الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير محتوى المناهج التعليمية، وما رافقه من تطبيقات عملية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وقال البخيت "نجد الغالبية العظمى من المختصين باللغة العربية وأصحاب الدراسات الحاسوبية يتحدثون حول هذا الموضوع في تجلياته وتحدياته وخطورته، وهو موضوع بحاجة ماسة للمتفرغين من العلماء المؤهلين في اللغة والذكاء الاصطناعي"، مشيرا إلى أن الحضارة العربية والإسلامية تمكنت من احتواء علوم الأمم التي وصلت إليها. وأشار إلى علم الخوارزميات الذي استطاع علماء القارة الغربية أخذه وتطويره والإبداع فيه إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه فيما يعرف اليوم بالذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن مستقبل اللغة العربية في ميدان المصطلح العلمي، وتحديدا المختبرات العلمية والعلوم الكبرى التي تعمل على إطلاقها حاضنات اللغة العربية، مؤكدا أهمية عدم إضاعة الوقت في البحث عن غيرها، لأنها تعد المستقبل الحقيقي على مدى قدرة إبداع العلماء العرب. من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د.عبد المجيد نصير، إن المؤتمر الأول "الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية"، عقده المجمع في أواخر العام الماضي، وأشار إلى قرار لجنة اللغة العربية والتكنولوجيا المسؤولة عن المؤتمر في أن تكون مؤتمراتها المقبلة ذات طبيعة متخصصة، شاكرا كل من شارك في هذا المؤتمر وأضاف إليه من خبرته وعلمه حول هذا الموضوع. تناولت الجلسة الأولى التي أدارها د.فتحي ملكاوي، وتحدث فيها المهندس محمد البشتاوي، منتصر الضمور، د.محمد زكي خضر، رئيس المعهد العالمي لحوسبة القرآن والعلوم الإسلامية، حول "مستقبل تعليم اللغة العربية في ضوء الذكاء الاصطناعي"؛ حيث قال: "في ضوء التقدم السريع في حقل الذكاء الاصطناعي ودخوله في مجالات الحياة كافة، فإن استعماله في تعليم اللغة العربية أصبح لا مجال للتغاضي عنه، بل ووجوب استخدامه بشكل كفء بما يخدم اللغة العربية وتعليمها بسرعة ودقة". وأشار خضر إلى الاتجاهات التي يذللها الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية، وأبرزها: حقل التعليم لمستوى المتعلم، وحقل المعالجة الآلية للغة بالتحاور بلغة طبيعية مفهومة، وحقل التشويق في التعليم، وخاصة للأطفال بتقديم وسائل تعليمية مناسبة، وحقل خدمة العملية التعليمية في المناهج والإدارة والتقويم والاختبارات والتطوير والتعاون والتحاور بين المتعلمين وتدريبهم، وغير ذلك مما يخدم العملية التعليمية بشكل عام. فيما تحدث المهندس محمد البشتاوي من شركة الهدهد للمحتوى الإبداعي للأطفال في ثاني أبحاث المؤتمر الذي يحمل عنوان: "الذكاء الاصطناعي وأثره في تطوير مناهج تعليم العربية: تطبيقات عملية على تعليم العربية للناطقين بغيرها"، عن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن الاستفادة منها في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها، مع تسليط الضوء على تعليم العربية للناطقين بغيرها