الغور الشمالي- اضطر عشرات المزارعين في الغور الشمالي لاتخاذ تدابير سريعة؛ لوقاية مزروعاتهم من مخاطر موجات الصقيع المحتملة بالتزامن مع التحذيرات التي أطلقتها وزارة الزراعة، تفاديا لأي من خسائر مالية محتملة قد تلحق بهم، مطالبين سلطة وادي الأردن بإسالة المياه لمزارعهم للمساهمة بحمايتها.
وكالعادة المتعارف عليه، أقدم العديد من المزارعين على شراء كميات كبيرة من الجفت البلدي لحرقها بالقرب من محاصيلهم، بالرغم ارتفاع أسعارها، معبرين عن تخوفهم من أن يصيب محاصيلهم ضرر من الصقيع، بخاصة أن الموسم الزراعي الحالي يعاني من مشاكل أصابته جراء الظروف الصعبة كسياسة التسويق وغيرها.
من جهته دعا قسم الإرشاد الزراعي بمديرية زراعة لواء الغور الشمالي، المزارعين لتغطية محاصيلهم بالبلاستيك أو الشاش وإحكام إغلاقها، وريها لزيادة تحملها للبرودة واستخدام رشاشات الري لمزارع الموز، والتقليل من التسميد النيتروجيني مع الرش بالمبيدات النحاسية، لتعطي صلابة للمجموع الخضري.
بدوره طالب المزارع علي الزينات، من مديرية الزراعة، المساهمة مع "المزارعين" بالحد من آثار الصقيع على محاصيلهم، عبر شراء كميات من الجفت والحطب، والتواصل مع المزارعين بخاصة الصغار منهم، والذين يعتاشون على الزراعة كمصدر رزق وحيد لهم.
وأكد المزارع أحمد خالد من منطقة وقاص، أنه قام بزراعة الكوسا والفلفل، مشيرا إلى أنه يعيش حالة من القلق والخوف من أن تؤثر عليها موجات الصقيع التي أضرت بمحصوله العام الماضي، وتسببت له بخسائر مالية كبيرة جدا.
من ناحيته طالب المزارع علي القويسم، سلطة وادي الأردن بالعمل على إسالة المياه لمحصاليهم، موجها اللوم للسلطة بعدم استجابتها في بعض الأحيان معهم، كما طالب وزارة الزراعة بتوفير مستلزمات الحماية للمزارعين، والعمل على تقسيطها جراء كلفتها العالية، بخاصة الأسمدة، لكي يتمكن صغار المزارعين من الاستمرار بالزراعة.
من جهتهم طالب مزارعون آخرون، بأن تقوم الحكومة بصرف التعويضات لهم في حال تضرر محاصيلهم من الصقيع، وتمكينهم من إعادة تأهيل مزارعهم؛ ليتمكنوا من تسديد الالتزامات المالية للشركات الزراعية ومؤسسة الإقراض الزراعي.
ويقول المزارع علي الكايد، إن العمل الزراعي في لواء الغور الشمالي، ومناطق وادي الاردن أصبح غير مجد، جراء ارتفاع تكلفة الزراعة، عازيا ذلك لارتفاع تكلفة العمالة الزراعية، وفواتير المياه والكهرباء والنقل ناهيك عن السياسة التسويقية.
وطالب الجهات المعنية بالوقوف مع المزارع، بخاصة في حال حصول صقيع، وتعويض المزارعين والعمل على مساندتهم.
من جانبه أكد مصدر من مديرية زراعة الغور الشمالي، على اتخاذ العديد من الإجراءات للحفاظ على المحاصيل الزراعية من الصقيع، كم تم الاتفاق مع "وادي الأردن" على إسالة المياه، وتوزيع الإرشادات الزراعية على المزارعين لكيفية التعامل مع الصقيع.
يذكر أن لواء الغور الشمالي من المناطق التى تشتهر بالزراعة، بخاصة زراعة الحمضيات، ويعمل أغلب سكانه بالزراعة بخاصة النساء.