عواصم - ما يزال وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله صامدا، بعد أن وافق الجانبان على اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما، وبدأت صفوف من السيارات التي تقل نازحين فروا من جنوب لبنان في التوجه جنوبا، في وقت مبكر من صباح أمس.
من جهته، لم يعلّق حزب الله رسميا على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير بالجماعة حسن فضل الله قال لقناة تلفزيونية لبنانية إن حزب الله يدعم بسط الدولة اللبنانية سلطتها، لكنه في الوقت نفسه سيخرج من الحرب وهو أقوى.
وطلب الجيش اللبناني من سكان القرى والبلدات الحدودية تأجيل عودتهم إلى منازلهم لحين انسحاب الجيش الصهيوني من هناك، لكن سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات والحقائب وحتى الأثاث تدفقت منذ صباح أمس باتجاه الجنوب عبر مدينة صور الساحلية بجنوب لبنان، والتي تعرضت لقصف عنيف في الأيام الأخيرة قبل وقف إطلاق النار.
ولوّحت بعض السيارات بالأعلام اللبنانية وأطلقت سيارات أخرى الأبواق وشوهدت امرأة وهي تشير بعلامة النصر وسط بدء عودة الناس إلى ديارهم.
وصار الكثير من القرى التي من المحتمل أن يعود إليها الناس مدمرا، لكن بعض الأسر النازحة قالت إنها تستأجر مساكن بديلة مما يشكّل ضغطا ماليا عليها، وتأمل في تجنب دفع الإيجار لشهر آخر.
وعلى طول الطريق من بيروت إلى صيدا، كسرت رتابة الانتظار بسبب ازدحام قوافل العائدين، أصوات أبواق السيارات التي لم تهدأ فرحا، والعائلات التي تكدست بداخلها تلوح بالأيادي تحية، ورفعت شارة النصر إلى جانب الأعلام اللبنانية وأعلام حركة أمل وحزب الله.
وشهد مدخل عاصمة الجنوب صيدا حركة كثيفة، وسهل الجيش مرور السيارات والحافلات على حواجزه، وانتشرت الفرق الإسعافية والطبية على الطرقات تحسبا لأي طارئ، في حين كانت مراكز الإيواء تشهد وداعا مؤثرا بين النازحين أنفسهم وقد تلاقوا من بلدات مختلفة، وبينهم وبين المستضيفين."
ثمة إجماع بين النازحين الذين علقوا على عودتهم إلى مساكنهم على التأكيد "أن ما يهم لا البيوت ولا الأحجار.. أهم شيء بقاء المقاومة".
وقال الجيش اللبناني، في بيان أمس، إن الوحدات العسكرية المعنية تنتقل من مناطق عدة إلى جنوب الليطاني وستتمركز في المواقع المحددة لها لبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوات اليونيفيل.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جميع اللبنانيين إلى العودة إلى أراضيهم حتى لو كانت ركاما، وقال في كلمة متلفزة إن البلاد تطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان هددت شعبه وتاريخه. وطالب بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وأكد بري أن لبنان تمكن من إحباط "مفاعيل العدوان الإسرائيلي". وناشد كل الطوائف والقوى السياسية للحفاظ على لبنان أكثر قوة ووحدة، وأشار في هذا السياق إلى أن لبنان "في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب اللبناني".
واعتبر أن هذه اللحظة امتحان لكل اللبنانيين بجميع طوائفهم لإنقاذ بلادهم وحماية مؤسساتها الدستورية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان المحتل حيز التنفيذ الساعة الرابعة فجر أمس بتوقيت بيروت (الثانية بتوقيت غرينتش) لينهي المواجهات العسكرية التي اندلعت منذ الثامن من تشرين الأول(اكتوبر) 2023.
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الأمل معلق على الجيش اللبناني لإعادة الأمن إلى الجنوب، مشددا على "المرجعية الأمنية" لقوات الجيش.
وأشار إلى "أن الجيش اللبناني يقوم بعمله في أصعب الظروف، وقدّم 46 شهيدا وعددا من الجرحى".
وطالب ميقاتي -في كلمة ألقاها من مقر مجلس الوزراء- بأن تلتزم إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار وتسحب قواتها من الأراضي التي احتلتها