عمان- مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن لبنان والكيان الصهيوني قبوله حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح أمس، رجح مراقبون ألا ينعكس هذا الاتفاق على جبهة قطاع غزة.
ولم ير هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن إبرام أي اتفاق بشأن لبنان من المرجح أن يزيد من احتمالات إبرام اتفاق في غزة، في وقت لم تكن هناك مفاوضات وقف إطلاق نار جوهرية في قطاع غزة لفترة طويلة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن عن أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مصمم ليكون وقفا دائما للأعمال العدائية، التي استمرت 13 شهرا والتي تحولت إلى حرب شاملة في أيلول (سبتمبر) مع حزب الله اللبناني.
ووفقا لبيان مشترك من الرئيس الأميركي بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن وقف إطلاق النار سيخلق الظروف لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في كلا البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق، في إشارة إلى الحدود الفعلية بين لبنان والكيان.
وفي هذا الإطار، يقول النائب الأسبق الدكتور هايل الودعان الدعجة، إن من الواضح أن الاتفاق ما كان ليتم لولا قوة النيران المتبادلة التي تمت المفاوضات في إطارها وتحتها بين الكيان وحزب الله، فكلاهما اعتمد على القوة العسكرية لتحقيق غاياته بصورة حسمت الموقف التفاوضي بالطريقة التي خرج بها الاتفاق ودخل حيز التنفيذ.
وتابع الدعجة: "إسرائيل التي هدفت إلى تحييد قوة حزب الله وإحداث اختراقات برية، وقيام منطقة عازلة وضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وفصل جبهة لبنان عن غزة، فشلت في تحقيق هذه الأهداف جميعها باستثناء نجاحها، ومن خلال الاتفاق لا غير، إلى فصل الجبهتين ربما".
وتابع: "فيما حزب الله الذي تلقى ضربات موجعة مع بداية الهجوم الإسرائيلي، ممثلة بتفجيرات البيجر والاتصال اللاسلكي واغتيال الكثير من قيادات الصف الأول والثاني، أخذت أهدافه طابع رد الفعل، من خلال الحفاظ على وجوده العسكري في الجنوب، وتمسكه بقرار مجلس الأمن 1701، وإفشال أهداف الكيان، وربط هجماته بجبهة غزة، الأمر الذي يمكن القول بأنه تحقق باستثناء موضوع الربط بين الجبهتين، وأمور أخرى ما تزال عالقة أو غامضة حتى وإن أشارت لها بنود الاتفاق، كسحب قواته وراء الليطاني، ونزع سلاحه وعدم مهاجمة الكيان".
وأضاف: "كل ذلك يرجح القول بأن الأمور مالت إلى جانب المقاومة اللبنانية أكثر من الجانب الإسرائيلي الذي أنهك جيشه وتعددت خسائره، وأربكت حساباته، واحتاج إلى التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب وتنظيم جيشه بعد الضربات الموجعة التي تلقاها على جبهتي لبنان وغزة".
وتابع: "أما عن تداعيات الاتفاق على غزة ومصيرها، فلا شك أن الكيان الصهيوني سيقوم بتحويل معركته وقوات جيشه وتركيزهما في غزة مرة أخرى، في ظل فشله في تحقيق أهدافة ممثلة بتدمير قدرات حماس العسكرية وتحرير الأسرى".
وزاد: "إضافة إلى أن مصير المعركة يتوقف على مدى قدرة حماس على الاستمرار في المواجهة، وتكبيد الكيان المزيد من الخسائر، إلى جانب احتفاظه بورقة الأسرى التي ستبقي على الضغوطات الداخلية والأميركية والدولية عليه لوقف إطلاق النار، فضلا عن احتمالية أن تستمر المواجهة في غزة لحين دخول الرئيس المنتخب ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل، والذي وعد بإنهاء الحروب في المنطقة قبل هذا التاريخ.
واستكمل: "مع التأكيد هنا بأن الكيان مهما استمر في حربه البربرية على غزة، مدفوعا بأهداف مادية، نجح في تحقيق بعضها وفشل في تحقيق بعضها الآخر، فإن الثابت أنه لن يقوى على تحطيم إرادة المقاومة الفلسطينية أو إطفاء فكرتها وجذوتها، والتي ستبقى حية ومشتعلة إلى حين تحقيق النصر على المحت