عمان- بدأت أندية المحترفين لكرة القدم، تدرك رويدا رويدا أن البحث عن مشاريع استثمارية، وإيجاد شخصيات أو مؤسسات راعية لفرقها، هو السبيل الوحيد للنجاة من العقوبات والحرمانات التي يفرضها عليها الاتحادان الأردني والدولي "فيفا"، وتتسبب في عدم قدرة الأندية على تسجيل لاعبين محليين وأجانب، ما يتسبب في اهتزاز في الجوانب الفنية، وبالتالي الظهور بمظهر الفرق الضعيفة، ما قد ينعكس على المنتخبات الوطنية. وتعاني أندية كثيرة في الدوريات المحلية، خاصة في دوري المحترفين، من عدم القدرة على تعزيز صفوف فرقها بلاعبين مؤثرين، بسبب العقوبات المفروضة عليها، بسبب تراكم الديون، نتيجة شكاوى لاعبين ومدربين وبأعداد كبيرة. ورغم إدراك الأندية أهمية الاستثمار والبحث عن رعاة، إلا أن الغالبية العظمى منها، غير قادرة على تفعيل هذا الجانب، إما بسبب ضعف التواصل وغياب المختصين داخل الأندية في مثل هذه الأعمال، أو بسبب احتجاب الشركات والرعاة، وعدم قناعتهم بجدوى دعم الأندية لأسباب كثيرة. ونشطت بعض الأندية في دوري المحترفين، في مجال البحث عن شركات راعية وداعمين، إلا أن هذه الخطوات ما تزال خجولة، ولا يمكنها أن تفي بالغرض، نتيجة تراكمات الديون على صناديق الأندية، إلى جانب غياب الإدارة المؤسسية عند البعض، ما يتسبب في أزمات مالية جعلت الفرق مهددة بالعقوبات والحرمانات، بل إن أندية في درجات أخرى، باتت مهددة بإغلاق أبوابها نهائيا، بسبب غياب الموارد المالية، واستسلامها للأمر الواقع والرضا بالعقوبات التي تفاقمت بشكل كبير. واعترف رئيس نادي السلط خالد عربيات، أن غياب الدعم الكافي يؤثر سلبا على الأندية، وخاصة فرق كرة القدم، لافتا إلى أن تطوير كرة القدم يحتاج لمبالغ مالية كبيرة تفوق قدرات الأندية التي تحتاج للكثير من المبالغ لتحقيق أهدافها. وأضاف "بات واضحا للجميع عدم قدرة الأندية على إقناع الرعاة والمستثمرين لدعم فرق كرة القدم، الأمر الذي تسبب في تكديس الديون على صناديق الأندية، بل وتعريضها لعقوبات مختلفة"، داعيا الشركات والداعمين للالتفات إلى الرياضة، لما لها من دور في دعم المجتمع وتوجيه طاقاته نحو كل ما هو جيد. وتمنى عربيات على أصحاب رؤوس الأمول دعم فريق السلط لكرة القدم الذي نجح، ورغم شح الإمكانات المادية، في تحقيق إنجاز الفوز بلقب بطولة الدرع، وهذه رسالة مفادها بأن الأردن يزخر بالطاقات الشبابية القادرة على الإنجاز، ولكنها تحتاج إلى الدعم المادي للتخلص من مشاكلها، وتحسين مستوياتها الفنية. ويقول رئيس نادي شباب العقبة السابق رجب درويش، إن ناديه عانى خلال السنوات الماضية من غياب الداعمين والرعاة بالشكل المطلوب، الأمر الذي أدخل النادي في أزمات مالية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف فريق كرة القدم الذي يلعب في مصاف أندية المحترفين. وقال "لا سبيل للأندية إلا بالبحث عن رعاة وداعمين، إذا ما أردنا تطوير منظومة فرق كرة القدم التي تحتاج لمصاريف مالية كبيرة لاستدامة عملها ومشاركاتها بشكل فاعل"، مشيرا إلى أن أغلب أندية المحترفين تعاني من غياب الداعمين والرعاة، كما أن الأندية تحتاج لقاعدة صلبة من أجل الدخول في مجال الاستثمار لتوفير مردود مادي منتظم، وهذا لا يمكن أن يحصل في أغلب الأندية في هذه الأوقات. ويقول أحد الداعمين (فضل عدم الكشف عن هويته)، إنه حاول مرة دعم أندية كرة القدم، ولكنه وصل لاحقا إلى قناعة أن الأندية لا تستحق ذلك، بسبب تخبطها في إدارة الملف المالي، ناهيك عن غياب الحس الاستثماري، ومحاولة تلك الأندية الاعتماد بشكل كامل على الرعاة، بعيدا عن محاولات أخرى.