العقبة- يبدو أن الزيادة السكانية الكبيرة بمدينة العقبة والتي وصل عدد سكانها هذا العام لـ 242 ألف نسمة حسب دائرة الإحصاءات العامة، أجبرت شركة مياه العقبة على تغيير سياساتها وخططها الإستراتيجية للتعامل مع هذه الزيادة بإيجاد خطط بديلة للتزويد المائي للمدينة وأطرافها ومشاريعها الاستثمارية. فهل تضمن استجابة مياه العقبة لهذه التغيرات وتراعي الزيادة السكانية والقيمة الاستثمارية للمدينة الساحلية عاصمة الأردن الاقتصادية؟ وكان عدد سكان العقبة العام الماضي يقدر بـ 217 ألف نسمة، وفي آخر إحصاء نفذته دائرة الاحصاءات العامة بلغ عدد سكانها 242 ألف نسمة بزيادة ما يقارب 25 ألف نسمة في سنة واحدة فقط. وشملت خطط مياه العقبة تجديد شبكات المياه بكلفة تصل لـ 34 مليون دولار بعد منحة حصلت عليها من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بالإضافة لإنشاء أنابيب إضافية للخط الحالي الممتد من حوض الديسي لمدينة العقبة، وإنشاء خزان مياه جديد بسعة 17 الف م3 من المياه الصالحة للشرب بكلفة تصل لـ 50 مليون دولار على شكل تمويل من بنك الاستثمار الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية. هذه المشاريع يراها خبراء وسكان في المدينة، بأنها إستراتيجية مهمة لسد النقص الحاصل في التزويد المائي للمدينة الأكثر نموا بالمملكة ولمواجهة متطلبات المشاريع الاستثمارية والسياحية في العقبة. من جهته يقول الخبير التنموي م.عبد الله الحميدي، إن العقبة المدينة الأكثر نموا بالمملكة وتعدادا للسكان والتي وصل فيها عدد سكان لـ 242 الف نسمة خلال العام الحالي، إضافة للمشاريع الصناعية والسياحية والعقارية الكبرى، مؤكداً أن التفكير بايجاد خطط بديلة استراتيجية للتزويد المائي للعقبة ضرورية وتلبي احتياجات المحافظة على مدى اعوام مستقبلية، مشيرا إلى أن الخطط لا بد أن تأخذ في عين الاعتبار التمدد السكاني للمدينة السياحية والمشاريع المستقبلية القادمة. وأكد الحميدي أن التفكير الحالي لدى مياه العقبة، هو إنشاء انابيب إضافية من الديسي وخزان جديد قد يكون جيدا لمرحلة خمسية أو على أبعد تقدير عشرية، لكن بهذا التوسع الكبير والذي نشهده مذ سنوات لا بد من إيجاد حلول أكثر ابتكارية كعمل محطة تحلية للمياه خاصة لسكان العقبة بالتوازي مع محطة التحلية والتي تنوي وزارة المياه إقامتها. بدوره أكد المواطن نواف الطراونة، أن العقبة بحاجة للتزويد المائي على مدار اليوم دون انقطاع بخاصة في فصل الصيف، نظرا لخصوصيتها السياحية ووجود أهم المنشآت الاقتصادية والاستثمارية والصناعية فيها، مشيرا إلى أن تلك الخطط والبدائل تعزز التزويد المائي للمدينة الى جانب توطين وجذب استثمارات أخرى، مشددا على أن هذه الحلول لا بد أن تكمن بإيجاد حل دائم لكافة محافظات المملكة عبر محطة تحلية للمياه وهي خيار الأردن الإستراتيجي. وأشار المواطن م.نواف الشيخ، الى أن المواطن العقباوي لا يشعر بانقطاع المياه منذ سنوات نظرا للتزويد المائي عل مدار الساعة، مشيرا ان هذه الخطوات الاستباقية يلزمها حلول إستراتيجية لتأمين التزويد المائي الكافي والمستدام، كالسير بجدية بمشروع الناقل الوطني على تجسير الفجوة بين التزويد والطلب حتى عام 2035 والذي سيسمح للمياه الجوفية بالانتعاش عبر التقليل من استخراج المياه الجوفية او إيقاف بعضها، بالاضافة الى ان هذا المشروع الوطني الحيوي سيمكن للبنية التحتية لشركات المياه من تأمين التزويد المستمر من المياه لمختلف الاستخدامات، وبالتالي التقليل من الاعتماد على الآبار الجوفية بمنطقة الديسي. وبين الجيولوجي البروفيسور محمد الفرجات ان خط المياه المغذي لمدينة العقبة تم انشاؤه في س