الدوحة- عقب إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله والاحتلال، تملأ الفضاء الإعلامي الأخبار عن ظروف مواتية لإبرام صفقة تبادل أسرى تؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وبالتالي التوصل في المرحلة النهائية إلى إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الصهيوني من القطاع. ويعتمد موقف المبشرين بصفقة قريبة على عدة متغيرات تزامنت في الآونة الأخيرة، منها اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، والضغط الداخلي في الكيان الصهيوني، ووجود تحولات في الرأي العام الداخلي للاحتلال حيث تشير فيه الإحصاءات إلى أن نحو ثلثي الصهاينة يؤيدون إنهاء حرب غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى، بينما تصل تلك النسبة إلى 56 % من الجمهور اليميني. كما يرى بعض المحللين أن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في غزة، وعجزه عن إيجاد إدارة بديلة في القطاع يدفع باتجاه إنجاز صفقة تبادل بعد أن تحولت قضية المحتجزين الصهاينة في غزة إلى معضلة لحكومتهم. ويضاف لذلك الموقف الأميركي المتأرجح بين إدارة الرئيس المغادر جو بايدن التي تسعى لتحقيق اختراق في ملف غزة كما حدث في لبنان قبل رحيلها، وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تأمل حسم الأمور قبل مجيئها. صفقة بشروط جديدة رغم الكم الكبير من التصريحات الصهيونية التي تشي بالاستعداد لإنجاز صفقة، فإن تل أبيب لم تقدم حتى الآن عرضا جديا يمكن الانطلاق منه، ونقلت وسائل إعلام صهيونية وأميركية أن رؤساء الأجهزة الأمنية بالكيان يعدون مخططا حول صفقة محتملة، لكنها تؤكد أن مفاوضات الصفقة ما تزال متوقفة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أول من أمس أن الجيش الصهيوني والمؤسسة الأمنية يلاحظان في الأيام الأخيرة تضافر عوامل يمكن أن تدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى صفقة سريعة مع الاحتلال. وأضافت أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الصهيونية يرون أن هناك فرصة لتحقيق اختراق في المفاوضات لاستعادة المحتجزين، ويوصون المستوى السياسي باستغلالها لإبرام صفقة لوقف مؤقت للحرب في غزة. وفي هذا السياق، قال موقع أكسيوس الأميركي نقلا عن مصادر مطلعة في تل أبيب إن قادة الأجهزة الأمنية في الاحتلال يرون أن على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعديل موقفها للتوصل إلى صفقة بغزة. كما تتحدث الأنباء الواردة من تل أبيب عن مواقف جديدة لنتنياهو تفيد بأن هناك فرصة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. وخلال مقابلة أجراها مع القناة 14 الصهيونية الخميس الماضي قال نتنياهو إن الظروف تغيرت نحو الأفضل في حرب غزة، مبديا الجاهزية لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أي لحظة "لكن دون إنهاء الحرب". وتابع أنه بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وفصل الجبهات بين غزة ولبنان، "تغيرت شروط صفقة التبادل لصالح إسرائيل". واشنطن تضغط على حماس من جهتها، تحث واشنطن الخُطا من أجل تحقيق الاتفاق، فقد أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتابع أن الرئيس جو بايدن "سيواصل العمل للتوصل لاتفاق للإفراج عن مواطنينا، عبر الدبلوماسية والضغط على حماس بالعقوبات، وسنستخدم إجراءات قانونية وتدابير أخرى للضغط على الحركة للإفراج عن الرهائن". ويعتقد الطرفان الصهيوني والأميركي أن موقف حماس تأثر كثيرا بعد الاتفاق الذي أوقف الحرب في جنوب لبنان، لذا فإنها سترضى بأي اتفاق، لكن الحركة لا تزال ثابتة على شروطها، وهذا ما عبر عنه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، من أن حركة حماس هي الطرف الرئيس الذي "يحمل الرؤية" بشأن اتفاق وقف إطلاق. ويوم اول من أمس دخل الرئيس المنتخب دونا