عمان- أكد خبراء في الزراعة، أن المحطات الزراعية التي يستثمرها القطاع الخاص، يجب أن يتحدد هدفها بالتدريب ورفع وعي المزارعين بالممارسات الزراعية السليمة، والاستخدام الفاعل للتكنولوجيا في عملهم.
وبينوا لـ"الغد"، أن المحطات الزراعية روافد بحثية وخدمية ذات أهمية قصوى برفد القطاع الزراعي، لافتين إلى أن الانتشار الواسع لهذه المحطات، دليل واضح على أهميتها في خدمة القطاع الزراعي، ما يستدعي تطوير بنيتها التحتية، خصوصاً وأن بعضها أنشئ منذ منتصف القرن الماضي، وأن ترفد بكوادر فنية مؤهلة لتطوير عملها وتحديث آلياتها الزراعية لتسهم باستدامة إنجازاتها.
وزير الزراعة الأسبق سعيد المصري، بين أن المطلوب من محطات القطاع الخاص الزارعية، يتركز على التدريب ورفع الوعي الفني عند المزارعين بالممارسات السليمة، واستخدام التكنولوجيا ذات الأثر المباشر بخفض مياه الري إلى 50 %.
وأضاف المصري، أنه يتوجب على هذه المحطات المساهمة بخفض كميات الأسمدة والمبيدات بنسب لا تقل عن 70 %، وكذلك خفض العمالة الزراعية غير الفنية الوافدة، وإحلال الفنيين الأردنيين لإدارة التقنيات وإدامتها، وأهمية رفع الإنتاج لوحدة المساحة لكل محصول بنسب لا تقل عن 30 %، والاستفادة من التمويل لاقتناء التقنيات والتدرب على الممارسات والإعفاءات الضريبية والجمركية الممنوحة لاستيراد التقنيات الحديثة أو مدخلات تصنيعها في المملكة.
وأشار إلى أن للمحطات الخاصة دورا في إذكاء روح التعاون عن طريق اتحاد نوعي في الحصول على خصومات لأثمان مدخلات الزراعة والمشتريات المماثلة من مزوديها، وبإمكانها قيادة صغار المزارعين إلى إنتاج محاصيل عبر التعاقدات الزراعية للمساعدة بالتسويق وتوسيع قاعدة الإنتاج الكمي عبر إنتاج الكم الإضافي في مزارع صغار المزارعين، والاستثمار في الصناعات الغذائية.
وشدد المصري على أهمية الوصول لمصادر التمويل عن طريق هذه المحطات من أجل التوسعات الرأسية والأفقية لها وللمزارعين المتعاقدين معها، عند نجاح التجربة، بخاصة في جانب التسويق للمنتجات الزراعية والصناعات الغذائية.
من جهته بين الباحث والخبير بالشؤون الزراعية والتنموية د. حسان العسوفي، أن المحطات الزراعية روافد بحثية وخدمية، ذات أهمية قصوى برفد القطاع، وأن انتشارها الواسع دليل على دورها الكبير في خدمة القطاع، وهذا يتطلب تطوير بنيتها التحتية، بخاصة وأن بعضها أنشئ منذ خمسينيات القرن الماضي، كما يجب رفدها بكوادر فنية لتطوير عملها، وتحديث آلياتها الزراعية لاستدامة إنجازاتها.
وقال العسوفي، إن المحطات الزراعية أسهمت بإدخال التقنيات الحديثة في الزراعة وأصناف نباتية وسلالات حيوانية محسنة، وغيرها الكثير، ما يستدعي اهتماما كبيرا ورعاية للحفاظ على استدامتها، مبينا أنه يمكنها أن تكون مراكز تدريب وتأهيل للمهندسين الزراعيين والمزارعين والتعاونيين، إذا توافر لها الدعم المالي والفني وتطوير بنيتها التحتية.
وبين مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران، أنها من أهم الإنجازات في وزارة الزراعة، إذا ما استثمرت فيها الطرق الحديثة وغيرت نمط الإنتاج والتسويق، وهي بوابة للبحث العلمي وتوفير فرص عمل.
وأكد العوران، تأييده للاستثمار بها عبر جمعيات تعاونية حقيقية، إذا أردنا توفير فرص عمل وتقليل كلفة الإنتاج، اذ يجب أن يكون هناك خطة ودراسة جدوى لكل جمعية لمدة 5 سنوات على الأقل من حيث نوعية الزراعة ودراسة متطلبات الأسواق المحلية والعربية والأوروبية، وأن يكون هناك دورات تأهيل للعمالة والمستثمرين أنفسهم لمواكبة التطور.