عمان- "رفضت خطيبي بناء على نصيحة قدمها لي ChatGPT!"؛ بهذا التبرير أثارت فتاة دهشة صديقتها بعد أن رفضت شابا تقدم لخطبتها، رغم أنه كان يبدو جيدا ومناسبا. لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في قرار الرفض نفسه، بل في مصدر النصيحة التي استندت إليها من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الصديقة التي روت القصة على إحدى مجموعات السيدات على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إن الفتاة عادة ما تلجأ إلى استشارة عائلتها وصديقاتها عندما يعرض عليها موضوع الخطبة، وإن كان هناك قبول مبدئي تلجأ بعدها غالبا إلى صلاة الاستخارة للاطمئنان. لكنها أبدت استغرابها من أن يعتمد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات مصيرية مثل هذه، معتبرة أن هذا التصرف يعكس تحولا خطيرا في العلاقات.
وتتابع القصة، بأن الفتاة لجأت إلى إحدى منصات الذكاء الاصطناعي، حيث أدخلت مواصفاتها ومواصفات عائلتها، بالإضافة إلى بيانات الشاب المتقدم لخطبتها وعائلته والمعلومات التي تملكها عنه، وطلبت من chat gpt مساعدتها في اتخاذ القرار وتقديم نصيحة حول مدى التوافق بينهما ومدى نجاح العلاقة مستقبلا.
بناءً على المعطيات والمعلومات التي قدمتها، جاء رد الذكاء الاصطناعي بأن العلاقة قد لا تكون ناجحة وقد تنتهي بالانفصال، لعدم وجود توافق بين الطرفين بكثير من الجوانب والاختلافات بينهما. وكما هو متوقع من هذه التقنيات التي تستند إلى تحليل بيانات "رقمية" لسا تراعي الجوانب العاطفية والإنسانية، كانت النصيحة بالرفض. بالتالي رفضت الشاب، متجاهلة المشاعر والجوانب الاجتماعية والعائلية.
وتتابع رندا، التي روت القصة، قائلة: "هل وصلنا إلى مرحلة نسمح فيها للتكنولوجيا بأن تتحكم في قراراتنا المصيرية؟ هل أصبحنا روبوتات نتبع أوامر رقمية تستند إلى بيانات مجردة ولا تراعي المشاعر الإنسانية؟".
وترى رندا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بات واضحا في كثير من جوانب الحياة اليومية، حيث يلجأ الكثيرون إلى هذه التقنيات للحصول على إجابات سريعة ومنمقة. لكنها تشدد على أن هذه الإجابات غالبا ما تستند إلى مخزون معلومات رقمي مأخوذ من الإنترنت، وليس بالضرورة أن يكون دقيقا، مما يجعل الاعتماد الكلي عليه أمرا خطيرا للغاية.
ما يزيد قلقها من أن الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دورا متزايدا في حياة الأفراد، بما في ذلك طلبة المدارس الذين باتوا يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على أفكار جاهزة لكتابة المواضيع الإنشائية، أو لحل بعض الأسئلة الدراسية العالقة.
لكن الأخطر، بحسب رندا، هو اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة متعلقة بالعلاقات الاجتماعية أو البحث عن صفات الأشخاص المناسبين لشراكتنا في الحياة. وتصف هذا التوجه بأنه منحى غريب على مجتمعاتنا.
ويعرف الذكاء الاصطناعي، وفق العديد من المصادر التكنولوجية، بأنه تقنية تختصر بـ"AI"، وهي تمتلك قدرات تحليل وحل مشكلات تشبه الذكاء البشري في بعض الأحيان. ويسعى العلماء إلى تطويرها لتحاكي التفكير الإنساني، بحيث يمكنها إجراء نقاشات، تقديم حلول، كتابة النصوص، التعرف على الصور، وحتى إجراء تنبؤات مبنية على البيانات التي تجمعها. ورغم هذه الإمكانيات.
يبقى السؤال: هل يمكن أن تتصدر التكنولوجيا لتكون بديلا عن التجارب الإنسانية الحقيقية؟
تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعة من التقنيات التي تشمل جمع البيانات وتحويلها إلى تمثيلات رقمية يمكن معالجتها. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة لا تعمل بشكل مستقل تماما؛ فهي تحتاج إلى التدريب المستمر، تمامًا كما يحتاج البشر إلى التعلم والتطوير لاكتساب مهارات جديدة.
يقول خبير أمن المعلومات وحماية الخصوصية والاتصال الرقمي، ال