عمان- _- أكدت الأستاذة الدكتورة والباحثة وفاء عوني الخضراء، خلال لقاء مع طالبات مدرسة أم أيمن الثانوية في محافظة مادبا، أهمية تخيل الذات في المستقبل والعمل على تحقيق مشروع ذاتي واضح عبر خطة تمتد لعشر سنوات. وفي جلسة ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة إنجاز للعام الـ16 على التوالي، شددت الخضراء على أهمية الاستماع إلى أحلام الآخرين وتطوير عادات تفكير إيجابية. كما دعت إلى التركيز على الأهداف بجدية ومثابرة من خلال الدراسة وتنمية المهارات، واستغلال الإنترنت كوسيلة للتعلم الذاتي المستدام. وأوضحت أهمية اتخاذ القرارات المستقبلية بثقة والابتعاد عن التفكير السلبي، مؤكدة على ضرورة بناء الأهداف عبر التفكير الواقعي والإيجابي. كما ذكرت أن الطالبات يمتلكن الطموح والإمكانات لتحقيق أحلامهن من خلال خطط مدروسة ودعم بيئتهن المحيطة، مشيرة إلى التحديات المتزايدة في سوق العمل وتأثير الذكاء الاصطناعي على شكل الوظائف المستقبلية. وتقول للطالبات، إن ما دفعها إلى التعمق والبحث في الحضارة العربية والإسلامية، هو وجودها ضمن منحة في أميركا، وحضورها إحدى الفعاليات في مكتبة الكونغرس الأميركي، إذ تساءل المحاضر في ذلك الوقت عن الحضارة المسؤولة عن أبرز اكتشافات الطب والجراحة والرياضيات والفلك، إذ لم تكن تعرف أنها الحضارة العربية والإسلامية التي كانت تمثلها آنذاك، فقطعت عهدا على نفسها، أن تعرف كل شيء عن هذه الحضارة، لتكون جاهزة للحديث عنها في أي مكان. وشددت على أهمية الافتخار بالحضارة العربية والإسلامية والاعتزاز بإنجازاتها، مثل إجراء أول عملية جراحية في العالم وافتتاح أول جامعة في المغرب. كما أكدت على ضرورة الحفاظ على هذا التراث العلمي والثقافي ونشره، والعمل على تراكم المعرفة والإنتاج العلمي الذي يعكس عراقة هذه الحضارة. وأشارت الخضراء إلى عملها على تطوير نظرية "نساء الأرض"، التي بدأت العام 2002 وناقشتها في 2023، مستلهمة من النساء اللاتي يسهمن في تنمية المجتمع بتفاصيل حياتية أساسية من دون أن يُسلط الضوء عليهن. ومن أبرز قصص "نساء الأرض" التي تناولتها قصة "زهرة"، التي أصبحت أرملة في سن 31، وكانت أماً لسبعة أطفال، أحدهم من ذوي الإعاقة. قررت العناية ببعض الأغنام التي تركها زوجها والاستفادة من حليبها وصوفها لتصنيع "البسط"، ما مكنها من تعليم أبنائها رغم التحديات الكبيرة، حتى أصبحت قريتها تتميز بأعلى نسب التعليم في الأردن. وأشارت إلى قصة أخرى عن "أم محمود"، التي عملت في إدارة اللوازم في إحدى المؤسسات الأكاديمية. عملت أم محمود بصمت بعد مرض زوجها، ما أسهم في تغيير صورة المرأة العاملة في قريتها، وشجعت 12 امرأة أخرى للعمل في مواقع مؤثرة، ما أسهم في تحسين التنمية الاقتصادية لمجتمعها. واختتمت الخضراء حديثها بالتأكيد أن تجاوز الأزمات والصدمات وتحويلها إلى فرص يعد من أهم وسائل النجاح، مشددة على أهمية التحليل الواقعي للمشكلات والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف. وتؤكد أن النجاح ليس محدوداً فقط في أن تكون النساء والفتيات في مجال الأعمال أو الشركات أو المناصب الإدارية والسياسية، وإنما في كل مكان يمكن أن يكون لديهن بصمتهن الخاصة، وفي كل مكان من الأردن يوجد نماذج رائعة من "نساء الأرض". وتبين الخضراء أن أي صعوبات تواجه الإنسان خلال رحلته في الحياة، يجب أن تكون حافزا للتقدم إلى النجاح، وتحويل التحديات إلى فرص، من خلال المعرفة والإرادة ووجود خطة للوصول إلى الهدف، وعدم الاستسلام للواقع والسعي إلى التغيير. وتنصح الخضراء الطالبات، في نهاية الجلسة، بضرورة الإيمان بأنهن المستقبل، وأنهن الممكن، وأنهن بشائر النور.