عمان- رغبة في النجاح وشغفا بالطبيعة والألوان، وبعد بحث طويل عن فكرة مبتكرة خارج الصندوق هربا من أوقات الفراغ الطويلة، أطلقت الشابة الأردنية نور عياصرة مشروعها الريادي البسيط "منتجات قديمة جديدة" في منطقتها في قرية ساكب بمحافظة جرش.
نور وجدت شغفها الحقيقي وإنجازها الشخصي في إعداد منتجات طبيعية ومميزة، حيث تبتكر أشهى أنواع المربيات بطريقة صحية خالية من المواد الحافظة والألوان الصناعية. بفضل جودتها العالية ومذاقها الذي لا يُنسى، إذ حازت منتجاتها على إعجاب كل من تذوقها.
وفي حديث خاص لـ"الغد"، توضح نور أنها بطبيعتها شخص محب للفاكهة بجميع أنواعها، وعاشقة للحلويات. فقد نشأت وهي ترى والدتها تعد مربيات تقليدية مثل مربى المشمش والتفاح، مستفيدة من الفاكهة الموسمية المتوفرة في منطقتهم.
وتضيف، أن نقطة الانطلاق لمشروعها كانت عندما وجدت نفسها أمام كمية كبيرة من فاكهة التوت ذات المذاق الطيب. بدأت تتساءل بين نفسها عن مدى روعة طعمه إذا تم تحويله إلى مربى، وكان هذا التفكير هو الشرارة الأولى التي قادتها إلى عالمها الخاص في صناعة المربيات.
قررت نور خوض تجربة صنع المربى، وبالفعل قامت بذلك، فخرج المنتج بطعم مذهل بشهادة كل من تذوقه. هذا النجاح عزز إيمانها بأن هذه الفكرة أو التجربة قد تكون الطريق الذي كانت تبحث عنه منذ تخرجها.
أمضت نور وقتا طويلا في البحث عن عمل تجد نفسها فيه. ورغم تخرجها بتفوق، وتحقيقها المرتبة الأولى على دفعتها في تخصص علم الاجتماع من الجامعة الأردنية، لم تتمكن من العثور على وظيفة. ولم تستطع ملء وقت الفراغ لديها، مما جعلها تتساءل حينها: "لماذا لا أملأ وقتي بشيء أحبه؟".. وهكذا بدأت مشروعها كهواية، دون نية لتحويله إلى مشروع رسمي ذي فائدة.
بدأت نور بصنع أول كمية من المربيات، وبدأت عملية التسويق في محيطها المحلي، حيث لاقت منتجاتها إقبالا من أبناء منطقتها، ما شجعها على مواصلة العمل. بعد بيع أول كمية ثم الثانية، بدأت تفكر في التوسع وعدم حصر نفسها في إنتاج مربى التوت فقط. لتواصل صنع مربيات موسمية من فواكه متنوعة مثل: التوت، الفراولة، التفاح وغيرها، مستفيدة من كل موسم فاكهة.
ومع تبنيها لفكرة المشروع وحبها له، بدأت تقضي وقت فراغها في الاطلاع على الوصفات الغربية المميزة من بلدان أخرى. موضحة: "في منطقتنا الريفية، لا توجد معرفة واسعة بالنكهات الجديدة أو الغريبة".
كلما صادفت نور وصفة جديدة، كانت تتخيل النكهات وتفكر بكيفية إعدادها، "هذه الفاكهة ستتلاءم مع القرفة أو القرنفل"، وهكذا بدأت تجرب وصفات مختلفة بكميات صغيرة. وكانت تعرض ما تصنعه على من حولها لتذوقه وتقييمه، مما دفعها للتفكير بجدية في توسيع مشروعها.
توضح نور أنها اطلعت على العديد من الوصفات وبدأت تجربة النكهات الجديدة باستخدام منكهات طبيعية مثل القرنفل، القرفة، والهال، مما ساهم في ابتكار نكهات مميزة. ومع استمرار العمل بدأ مشروعها بالنمو وحقق تنوع في المنتجات.
وتذكر نور أن مشروع "منتجات قديم جديد" انطلق في شهر مايو من هذا العام، وكانت هذه المرة الأولى التي تصنع فيها مربى خاصًا. مشيرة إلى أنها تعلمت الأساسيات من والدتها، ولكن نظرا لتعاملها مع أنواع فاكهة مختلفة، لجأت إلى البحث والاطلاع على وصفات متنوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء الشرقية منها أو الغربية. وأكدت أن السوشال ميديا لعبت دورا في تثقيفها وتطوير مشروعها.
وتلفت نور إلى أنها كانت تبحث عن أنواع الفاكهة ومواعيد نضجها ومدى ملاءمتها لصنع المربى. كما تعلمت كيفية تحديد العيارات المناسبة لكل نوع من الفاكهة، موضحة أن هناك اختلافات كبيرة في إعداد كل نوع حس