من الواضح والجلي ان حسم معركة ازاحة نظام الاسد بالسرعة التي تمت فيها وتدفق قوات المعارضه من حلب باتجا ه حماه ثم حمص والاطباق على دمشق من ثلاثة محاوركان قد اعد له اعدادا مسبقا ومنذ وقت فيما كانت قبضة النظام الامنيه والعسكريه تتراخى و تنحسر تدريجبا دون مقاومة تذكر من الجانب الحكومي والتقارير المواكبه لهذا الهجوم ان تركيا قد دعمت فصائل المعارضه بما يمكنها من الوصول والاطباق على العاصمه دمشق والسؤال ..لماذا تركيا قامت بهذا الدور؟ والاجابه تكمن فيما يلي وعبر رصد تصريحات الرئيس اردوغان واركان حكومته..
١) ان تركيا تستضيف عدة ملايين من اللا جئين السوريين الذين غادروا بسبب الحرب من وطنهم الى تركيا وغيرها.
٢) ان تركيا تخشى على عدم تفكيك سوريا وعلى ضمان استقرار ها ومنع سيطرة قوا ت قصد الكرديه على الشمال الشرقي من البلاد واقامة كيان كردي يهدد امن تركيا.
٣) ملاحظة ان الخطاب السياسي للقاده الجدد في سوريا بدا متوازنا وركز على ان سوريا لكل السوريين ومشاركتهم في ادارة البلاد والالتزام ببناء الدوله واقامة علاقات طبيعيه مع كل دو الجوار. ولا نستبعد ان تركيا ووزير خارجيتها الذي زار دمشق بعد ايام من تغيير النظام قد اسدى النصيحه لهم بارسال هكذا رسائل مطمئنه للداخل والخارج.
٤) ان تركيا في حالة تنافس اقليمي مع ايران وعلى المنطقه العربيه وسوريا في وضع جغرافي مجاور لتركيا التي تاثرت كثيرا بسبب الاوضاع السوريه منذ عام ٢٠١١. ولهذا استغلت فرصة تعنت النظام في اجراء تصالح وطني مع شعبه ودعمت اندفاع المعارضه في ٨ ديسمبر الى دمشق.
٥) ان واشنطن تحبذ هذا الدور التركي وقدوصف ترامب الرئيس المنتخب هذه.الخطوه التركيه بالذكاء وضمنا وبكل تاكيد فانها تفضل دورا تركيا بديلا عن ايران في سوريا. يبقى بالنسبة لنا في الاردن فان مصالحنا الوطنيه تقتضي ان يكون لنا دورا فاعلا باتجاه سوريا يصون امننا الوطني ويضمن عودة قويه وشامله للعلاقات مع سوريا بعد احتمال رفع العقوبات وقانون قيصر المفروض على النظام السابق وتوقف تدفق المخدرات للاردن ودول الخليج العربي وبرعاية ومشاركة اركان النظام السابق. الى جانب تدافع وفود الدول الغربيه والمنظمات الدوليه على زيارة دمشق واستعدادها لمد يد العون والمساعده للحكومة المؤقته لتعزيز استقرار سوريا وبناء مؤسساتها السياسيه الجديده والحفاظ على وحدة البلاد ارضا وشعبا باعتبار ذلك مصلحة اردنيه هامه.