الكرك- يتطلع سكان مختلف مناطق محافظة الكرك، إلى أن يشكل السوق الشعبي الذي تنوي بلدية الكرك تنفيذه قريبا في إحدى مناطق البلدية، نهاية لحالة الفوضى بالأسواق التجارية التي تشهدها مختلف مناطق المحافظة، بسبب زيادة أعداد البسطات والباعة المتجولين على جوانب الطرقات، ناهيك عن غياب سوق شعبي يبيع بأسعار مناسبة لمختلف فئات المجتمع.
وخلافا لمختلف المحافظات الأردنية الأخرى، تفتقر جميع مناطق محافظة الكرك إلى وجود أسواق شعبية دائمة أو مؤقتة على غرار ما يعرف بأسواق "الجمعة"، والتي توفر كل ما تحتاجه الأسر، خصوصا من ذوي الدخل المحدود والمتوسط من احتياجات بأسعار مقبولة قياسا بالأسواق التجارية.
وبسبب غياب الأسواق الشعبية، أصبحت بضائع البسطات الشعبية الرخيصة، التي تشكل وقود الأسواق الشعبية الغائبة في الكرك، بديلا رائجا في ظل ارتفاع طال أسعار مختلف السلع خلال العامين الماضيين، لكنها وبسبب وجودها على الأرصفة والشوارع باتت تشكل إزعاجا للمواطنين والتجار بمختلف المناطق.
ورغم افتتاح سوق الجمعة الشعبي قرب قلعة الكرك قبل أشهر، إلا أن السوق لا يحمل في جوهره فكرة الأسواق الشعبية، لاعتماده على بيع التحف والمنسوجات والمشغولات الغذائية فقط.
وحرصا من بلديات المحافظة، خصوصا بلدية الكرك وبهدف التخلص من ظاهرة البسطات والباعة المتجولين الذين باتوا ينتشرون بشكل كبير في أسواق وشوارع وبلدات البلدية، عملت البلدية وغيرها من البلديات على تنظيم العديد من الأسواق الشعبية المؤقتة وغير الدائمة، لا سيما في أيام شهر رمضان، إلا أن تجربة تلك الأسواق فشلت فشلا ذريعا لعدم قدرتها على الاستمرار، وذلك بسبب ارتفاع كلفة أجرة الساحات التجارية فيها، ناهيك عن قيام بعض التجار بمحاولات كثيرة لإفشال فكرة السوق لاعتقادهم بتأثيرها على بضائعهم.
ومع تفاقم الأوضاع غير المنتظمة في أسواق مدينة الكرك، تتجدد الحاجة لإنشاء سوق شعبي، كمطلب ضروري مضى عليه سنوات دون أن يتحقق، لإنهاء حالة الفوضى التي يسببها الانتشار العشوائي للبسطات والباعة الجائلين والأكشاك والعرائش وحالات التعدي على الشوارع والأرصفة.
ودائما ما كانت تواجه بلديات المحافظة عقبة وجود منطقة مناسبة، خصوصا داخل مدينة الكرك لإنشاء السوق الشعبي للخضار والفواكه ومختلف احتياجات الأسر، لكونه بحاجة إلى مساحة كبيرة من الأرض لإنشاء السوق عليها لتوفير كافة احتياجات السوق ومرافق الخدمات المختلفة، من نظافة وأمن ومرافق صحية وغيرها من الخدمات الضرورية.
وكانت وزارة الإدارة المحلية، دعت مرارا، بلديات المملكة إلى ضرورة تنظيم الأسواق الشعبية وتوفير مكان خاص لها، حرصا على السلامة العامة وللانتهاء من حالة الفوضى بالأسواق الناتجة عن البسطات والباعة المتجولين، لكن عقبة نقص التمويل لدى البلديات كانت دائمًا ما تلغي إنشاء هذه الأسواق.
وخلال الأسبوع الماضي، باشرت بلدية الكرك بتنفيذ ما يمكن تسميته سوقا شعبيا للخضار والفواكه في إحدى مناطق البلدية، وهو ما يشكل بداية حقيقية لإنشاء سوق شعبي يمكن أن يستوعب كافة البسطات والباعة المتجولين وأكشاك بيع الخضار على جوانب الطرقات.
وقال رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة، إن بلدية الكرك باشرت مؤخرا بالعمل لإنشاء البنية التحتية لبناء سوق الخضار والفواكه الشعبي في منطقة منشية أبو حمور شرقي مدينة الكرك وفي منطقة تكثر فيها حركة الباعة الجائلين ومركبات بيع الخضار طوال العام على جوانب الطريق.
وأشار إلى أن كوادر بلدية الكرك الكبرى تواصل جهودها في تجهيز البنية التحتية لمشروع سوق الخضار الشعبي الجديد، الذي يمثل نقلة نوعية لقطاع الخدمات في المدينة و