عمان- مع دخول أول أيام موسم أربعينية الشتاء، والمعروفة بالمربعانية، أثار الأداء الضعيف للموسم المطري الحالي 2024 – 2025 حتى الوقت الراهن، مخاوف إزاء مواجهة موسم صيفي صعب، ما لم تحل أيام المربعانية دون ذلك. وقد تعاني المملكة أزمات مياه صيفية في حال استمرار الانحباسات المطرية الراهنة، حيث باتت تبعات التغير المناخي واقعا ملموسا، خاصة وأن كميات الأمطار المتراكمة حتى منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، لم تتجاوز ما نسبته 4 % فقط من المعدل الموسمي العام، وفق الأرقام الرسمية لدائرة الأرصاد الجوية. والقلق العام حيال الأداء الضعيف للموسم المطري الذي سجل "ثاني أضعف موسم مطري بعد الموسم المطري 1958 – 1959"، وفق السجل المناخي لمحطة رصد مطار عمان المدني، الذي يمتد لأكثر من 100 عام، تحول إلى تحد فاق المتوقع، ما استدعى ضرورة التفكير جديا، ومنذ اللحظة، بحسب خبراء في قطاع المياه، أكدوا لـ "الغد"، أهمية وضع حلول عاجلة لمواجهة هذا الخطر في بلد يصنف أفقر دولة مائيا على مستوى العالم. وهذا الأمر حذر أيضا من تبعاته وزير المياه والري رائد أبو السعود، الذي أشار خلال نقاشات اجتماع اللجنة المالية النيابية المنعقدة أخيرا مع وزارته، لتحديات وضع الموسم المطري الحالي 2024 – 2025، واصفا إياه "بالسيئ جدا"، مبينا أنه عادة ما يتم استثمار كميات الهطولات المطرية منذ بدء الموسم الشتوي في تخفيف إسالة المياه للزراعة، إلا أن انخفاض معدلات الهطولات المطرية المسجلة تحول دون ذلك. وقال أبو السعود حينها إن من المتوقع أن يكون الموسم الصيفي صعبا جدا بناء على مؤشرات الهطولات المطرية المسجلة حتى الآن. من جهته، أشار الناطق الرسمي باسم وزارة المياه والري عمر سلامة، في تصريحات صحفية، إلى أن السيناريوهات المتعلقة بالموسم المطري ما تزال في بدايتها، مؤكدا أن الوزارة تعمل بجد لتأمين احتياجات المواطنين من المياه بالحد المعقول رغم التحديات الكبيرة. وفي سياق المخاوف المتوقعة نتيجة ضعف أداء الموسم حتى الآن، حذرت الخبيرة في دبلوماسية المياه ميسون الزعبي، من مجابهة انعكاسات سلبية متوقعة خلال الموسم الصيفي المقبل، جراء نقص الهطولات المطرية الحاد منذ بدء الموسم الشتوي الحالي 2024 – 2025. ونبهت الزعبي إلى تحديات قد تواجهها وزارة المياه والري في حال استمرار الانخفاض المسجل في الهطولات المطرية، من حيث تأثير ذلك الانخفاض على المحاصيل الزراعية، موضحة أن ذلك يأتي من حيث جودتها، ومدى اعتماد هذه المحاصيل على الري ومدى استنزاف المياه الجوفية. وقالت إنه "من الواضح أيضا أن انخفاض هطول الأمطار سيؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض نسبة المياه الجوفية في معظم الآبار والينابيع والسدود"، معتبرة أن نقص هطول الأمطار يشكل تحديا كبيرا للجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن، وخاصة وزارة المياه والري. ودعت إلى ضرورة التحرك الجاد والفاعل والعاجل من كافة الجهات أمام هذا الواقع الذي ينذر بأزمة مائية حادة، للحفاظ على المياه وحمايتها. وأكدت أهمية توجيه كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي والفني ليكون قطاع المياه على رأس أولويات الحكومة، بغية تمكين القطاع من تنفيذ مشاريع إستراتيجية لجلب مصادر مياه غير تقليدية لسد العجز المائي الحالي والمستقبلي. وأوصت أيضا بأهمية أن تقوم المؤسسات والمنظمات الدولية المانحة بالإسراع في وضع الخطط اللازمة للتعامل مع هذا الواقع، بالتنسيق مع إدارة قطاع المياه لضمان تزويد المواطنين باحتياجاتهم المائية بكفاءة عالية. وأضافت: "لا بد من عقد اجتماع عاجل للحكومة لإعادة مناقشة خطة الإنتاج الزراعي وتعديل خطة المحاصيل الصي