اسطنبول - بعد 13 عاما من قتل وتنكيل وتشريد، سقط نظام بشار الأسد في سورية (2000-2024)، فتنفس السوريون الصعداء، بعد أن حصلوا على حق ظنه كثيرون بعيد المنال، إذ أنهوا 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ففي 8 كانون الأول الحالي(ديسمبر)، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع.
في الجوار القريب، فلسطين، زاد هذا المشهد التاريخي أمل الفلسطينيين في إمكانية إنهاء عقود من الظلم والاحتلال الصهيوني وتحقيق حلم دولة فلسطين وإنهاء الإبادة المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.
وبدعم أميركي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول(اكتوبر) 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ومنذ عقود يحتل الكيان الصهيوني أراضي في فلسطين وسورية ولبنان، ويرفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الخبير بالشأن الفلسطيني أحمد الحيلة قال إن "نجاح الثورة السورية سيكون له، بلا شك، آثار كبيرة على الإقليم وعلى القضية الفلسطينية".
وتابع: "فالشعب السوري، مع بدء تحقيق تطلعاته وآماله نحو الحرية والكرامة بعد أكثر من 13 عاما من النضال والثورة، سيكون له أثر إيجابي مباشر ومحفز لوعي الشعوب المقهورة التي تعاني من الاحتلال والاستبداد".
وشدد على أن "هذا التحول أثبت أن الأقدار تستجيب لإرادة الشعوب الحرة مهما طال الزمن، وأن القمع والاستبداد لا يمكن أن يدوم أمام تلك الإرادة".
"أما على مستوى القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي مثل فيه "طوفان الأقصى" والمقاومة والصمود في غزة المحاصرة، محفزا للشعوب ولقدرتها على مواجهة القوى المتوحشة وإفشال مخططاتها مهما بلغت من الخبث والدهاء، فإن نجاح الثورة السورية، سيكون له أيضا أثر مهم على القضية الفلسطينية"، حسب الحيلة.
وفي 7 تشرين الأول 2023، نفذت "حماس" عملية "طوفان الأقصى"، بمهاجمة 11 قاعدة صهيونية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، حيث قتلت وأسرت صهاينة، ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وأردف الحيلة: "فالشعب الفلسطيني يرى أن الشعب السوري، مع إصراره وتحمله لتكلفة الحرية الكبير والباهظ، استطاع ولو بعد حين، الوصول إلى غايته بامتلاك بداية الطريق نحو الحرية والكرامة الوطنية".
واعتبر أن "امتلاك الشعب السوري لحريته سيكون له ظلال إيجابية على القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، فالشعب السوري كان وما يزال يؤيد القضية الفلسطينية بقوة ويعتبرها أحد محددات بوصلته الوطنية والقومية".
الحيلة قال إن "الحرية ستعني مزيدا من التأييد والدعم لفلسطين ولقضية الشعب الفلسطيني العادلة، لا سيما وأن العدو المتمثل بالاحتلال، تجاوز في تهديده وشره جغرافيا فلسطين التاريخية، باحتلاله الجولان السوري".
ومنذ حرب 5 حزيران(يونيو) 1967، يحتل الكيان الصهيوني معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في الجولان جنوب غربي سورية.
ودلل الحيلة على ذلك بالإشارة إلى "تمدده (الاحتلال الإسرائيلي) في الأراضي السورية منذ اليوم الأول لنجاح الثورة السورية، فاحتل سفح جبل الشيخ وقرى في محافظة القنيطرة ومحافظة درعا".
واستطرد: كما "قام باستهداف مقدرات الشعب السوري العسكرية، عبر مئات الغارات الجوية خلال أيام معدودة، بصورة أكّدت أ