عمان - لم تفلت مدينة رام الله من استهداف الاحتلال الكثيف، في إطار سياسة التصعيد ضد الضفة الغربية التي لم تستثنها رغم احتضانها مقر رئاسة السلطة الفلسطينية وخضوعها مباشرة لسيطرتها وإدارتها، فباتت في مرمى اقتحاماته ومداهماته المتكرّرة، تزامناً مع تصريحات متطرفة لتقويض دورها وحلها لصالح تنفيذ مخطط "الضّم" الصهيوني.
وعلى الرغم من أن "رام الله"، تقع ضمن المنطقة "أ" التي تخضع للسيطرة المدنية والأمنية الكاملة من قبل السلطة الفلسطينية، وفق اتفاق "أوسلو"، إلا أن قوات الاحتلال، التي لا تحترم الاتفاقيات والقرارات الدولية، لطالما استباحت المدينة ونكّلت بأصحابها الفلسطينيين.
ونتيجة لتصاعد عدوان الاحتلال، باقتحام قواته أمس عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة، ومداهمة قرى وبلدات: بيت ريما، ودير غسانة، وعابود، وكفر عين، شمال رام الله، فقد أدى إلى زيادة الصدام مع الفلسطينيين، وسط مطالبات فلسطينية بتصعيد المواجهة ضد الاحتلال والتصدي لجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
ودعا القيادي في حركة "حماس"، عبد الرحمن شديد، إلى تصعيد الحراك الشعبي الفلسطيني والتصدي لجرائم الاحتلال ومستوطنيه ومواجهة اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.
وأكد شديد، في تصريح له أمس، أن الاعتداءات المتكررة والمتصاعدة من قطعان المستوطنين على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، يأتي ضمن مخطط التهجير الذي ترعاه وتموله حكومة الاحتلال المتطرفة وتوفر له الحماية من خلال الجيش.
وقال إن على الشعب الفلسطيني أن يمتلك زمام الأمر ويبادر بحماية نفسه بنفسه بكل بما يملك ويستطيع من قوة، ليدافع عن نفسه ومن حوله، من خلال وحدة الموقف والتوجه، حيث امتلك من الخبرات والتجارب في مقارعة الاحتلال ومستوطنيه عبر عقود طويلة، ولم يسلم ولم يرفع الراية.
وأكد شديد أن انفلات المستوطنين ليس عفويًا، إنما هو مخطط ومرسوم له من حكومة الاحتلال وجيشها المتطرف، لأجل التوسع الاستيطاني وتنفيذ مخططات التهجير والتطهير العرقي بالضفة الغربية.
وأضاف "أن عصابات المستوطنين ما كان لها أن تتجرأ على مهاجمة الفلسطينيين والاعتداء عليهم بهذه الهمجية والوحشية لو لم يكن لديها ضوء أخضر ودعم وحماية وتشجيع وضمانات من حكومة الاحتلال".
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، بأنه لن يوافق على إنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة قبل القضاء على حركة "حماس"، كما يزعم، بما يتناقض مع الأنباء المتداولة من داخل مفاوضات تبادل الأسرى والتي تُبشّر بقرب التوصل لاتفاق.
وادّعى "نتنياهو"، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه لن يوافق على ترك "حماس" في السلطة في غزة على بعد 30 ميلاً من "تل أبيب" بالكيان المُحتل، وفق مزاعمه.
وتأتي هذه التصريحات في سياق المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يشير "نتنياهو" إلى أن القضاء على "حماس" هو شرط أساسي بالنسبة له قبل قبول أي اتفاق لإنهاء الحرب.
وقد شكلت مجريات حرب الاحتلال ضد غزة وتطورات مفاوضات تبادل الأسرى أحد أبرز الملفات النقاشيّة في اللقاء الذي جمع وفودا من قادة كل من حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في القاهرة.
وقالت حركة "حماس"، في تصريح لها، إنه جرى بحث معمق لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الوسطاء لوقف إطلاق النار وصفقة التبادل ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.
وتوقف المجتمعون أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني على مدار الساعة للنيل من ص