عمان– في ظل ما يوفره الذكاء الاصطناعي من إمكانيات لتخفيض النفقات وزيادة الإنتاجية للشركات الريادية توجه عدد من الرياديين الأردنيين لتطويع هذه التقنية الحديثة لخدمة شركاتهم.
وأكد رياديون أردنيون، طوعوا الذكاء الاصطناعي في عمل شركاتهم الناشئة أن الامر لم يعد ترفا بل اصبح ضرورة في اتجاهين، الأول، استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتسويق والثاني تطويع الذكاء الاصطناعي في المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة الناشئة.
ولفتوا إلى أن تطويع شركاتهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي يهدف لضمان الوصول الى جمهور اكبر من المستخدمين، وتحسين تجاربهم وتطوير المنتجات والخدمات في مختلف القطاعات، ما يضمن الاستدامة للشركة الناشئة، ويزيد تنافسيتها من جهة اخرى في سوق عالمية رقمية تتطور بشكل متسارع.
وأكد رياديون أن وجود الذكاء الاصطناعي وتطويعه في المنتجات والعمليات يزيد من جاذبية الشركات للاستثمار في سوق عالمية شديدة المنافسة تتسابق فيما يبتكر ويطوع التقنيات الحديثة لخدمة القطاعات الحيوية.
ويمكن تعريف الذكاء الصناعي بأنه عبارة عن مجموعة من الخوارزميات والتقنيات والأنظمة التي تهدف إلى تعليم أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات كيفية القيام بمهام تشابه مهام الذكاء البشري ويتيح الذكاء الصناعي لأجهزة الكمبيوتر والأنظمة القادرة على استخدام البيانات والمعرفة لاتخاذ القرارات، وحل المشاكل، وتنفيذ المهام بشكل ذكي ودقيق وسريع، دون الحاجة إلى تدخلٍ بشريٍ.
الريادي الاردني محمد العموش يرى أن الذكاء الاصطناعي اليوم "اصبح ضرورة" لكل الشركات وخصوصا الناشئة منها لأنه يفتح آفاقاً واسعة للإبداع ويمنحها ميزة تنافسية كبيرة. فهو لم يعد "رفاهية"، بل هو وسيلة استراتيجية للنمو والاستدامة في بيئة العمل الحديثة.
وقال العموش، وهو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة "مسجل"، منصة صناعة البودكاست باستخدام الذكاء الاصطناعي: "اشجع بقوة الشركات الناشئة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي"، مؤكدا أن الذكاء أصبح أداة محورية في دعم الشركات الناشئة، خصوصاً في تحسين الكفاءة والابتكار.
وبين العموش من واقع تجربة الشركة في مجال الإنتاج الإعلامي والبودكاست، بأن شركة "مسجل" قامت بتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر لدعم عملياتها.
وضرب مثلا كيف استخدمت الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستمعين، ما ساعدها على فهم احتياجاتهم وتقديم محتوى يناسب اهتماماتهم. كما ساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة بعض المهام، مثل تحرير الصوت وتحسين جودته، مما وفر الكثير من الوقت والجهد لفريق العمل.
واضاف العموش "الشركة قامت بتطوير منصتها الخاصة "مسجل" ، ونجحت في تبسيط عملية إنتاج البودكاست باستخدام أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت المنصة توفر حلولاً شاملة لتسجيل، تحرير، ونشر المحتوى بشكل سهل وفعال. هذا التطويع ساهم بشكل كبير في تقليل تكاليف الإنتاج وتمكين المزيد من الأشخاص من دخول عالم البودكاست، بغض النظر عن خلفيتهم التقنية".
وأكد الخبير في مضمار ريادة الاعمال رائد مدانات ان استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته وادواته المختلفة اليوم لم يعد ترفا ولكنه اصبح ضرورة لكل انواع الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والشركات الناشئة، ويزداد اهمية في حالة الشركة الناشئة لانها بحاجة دائما الى ادوات تساعدها في تخفيض النفقات وزيادة الانتاجية والتوسع مستقبلا.
وبين مدانات أن استخدام الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة ضروري في اتجاهين: الاول في تسيير العمليات الادارية في الشركة مثل تطويع الذكاء الاصطناعي في التسويق وصناعة المحتوى والموار