جرش- شهدت مياه العيون والينابيع في محافظة جرش، انخفاضا لافتا في منسوبها نتيجة تأخر الموسم المطري، لا سيما أن المحافظة تعد الأفقر مائيا من بين محافظات المملكة، وتعتمد على العديد من العيون والينابيع في التزويد المائي للسكان، منها نبع القيروان وعيد الديك وآبار مشاتل فيصل، وهي مصادر مائية جوفية داخل المحافظة، بينما يأتي باقي التزويد المائي للمحافظة من المحافظات الأخرى. والمصادر المائية تلك، هي أنشط المصادر المائية التي تعتمد عليها المحافظة، إلا أن نسبة التزويد المائي فيها متدنية جداً لاعتمادها على مياه الأمطار في تغذيتها، ونسبة المياه فيها تنخفض تدريجياً بسبب التغيرات المناخية، مما أثار مخاوف المواطنين من تجدد مشكلة نقص مياه الشرب التي ما تزال مستمرة في العديد من القرى والبلدات في محافظة جرش، خصوصا سكان المناطق المرتفعة. وتتجدد مخاوف المزارعين الذين يعتمدون على الزراعات الشتوية في تغطية جزء من نفقاتهم من جفاف المزروعات لاعتمادهم على الهطول المطري في ريها، فضلا عن الاستفادة من الأمطار في مشاريع الحصاد المائي، مما يهدد المواسم الزراعية الشتوية والصيفية كذلك، فضلا عن مشكلة نقص التزويد المائي، لا سيما أن محافظة جرش فيها ما يزيد على 64 عين مياه ويعتمد عليها السكان في تغطية احتياجاتهم المائية لشهور طويلة، وتحديدا في فصل الصيف. وتشتهر محافظة جرش بصناعة الألبان ومشتقاتها، وتعتمد على المراعي الطبيعية في تغذية المواشي والأبقار وبدء الإنتاج الذي كان متوقعاً في الأسابيع القليلة المقبلة، إلا أن تأخر الموسم المطري سيؤدي إلى تأخر موسم صناعة الألبان وإلحاق ضرر بالعاملين فيه. ووفق المواطن أمجد فريحات من سكان نجدة والحسنيات في بلدة ساكب، فإن منطقتهم، التي ترتفع عن سطح البحر 1115 مترا، ما تزال تعاني من شح في التزويد المائي على الرغم من بدء فصل الشتاء، بسبب ضعف الضخ لمنطقتهم، ويتوقع أن تتفاقم المشكلة خلال الشهور المقبلة نظراً لتأخر الموسم المطري وضعف التزويد المائي للمحافظة، لا سيما أنهم يعتمدون على مياه الصهاريج والعيون والينابيع القريبة في تغطية احتياجاتهم من المياه. وأوضح، أن تأخر الهطول المطري ينعكس مباشرة على المواطنين وعلى المزارعين، لا سيما أن أغلب أهالي جرش يعتمدون على الزراعات الشتوية والصيفية وعلى ثمار الحقول في تغطية نفقاتهم، وهذه المحاصيل تعتمد على الهطول المطري الذي يشهد حالة توقف شبه كاملة بسبب التغيرات الجوية وحالة الجفاف التي تمر بها المنطقة. وقال فريحات إن ذلك "ينعكس سلباً على نمو المراعي التي تغذي المواشي والأبقار وبدء موسم الحليب ومشتقاته الذي تتميز به محافظة جرش، ومن المتوقع أن يبدأ بعد أسابيع، إلا أن قلة المراعي سيعمل على تأخير موسم الألبان في محافظة جرش إلى حين بدء الهطول المطري". أما المزارع عزمي العياصرة، فأكد من جهته، أن "الأمل معقود على مربعانية الشتاء في بدء الهطول المطري وزيادة منسوب العيون والينابيع التي تغذي زراعاتهم الشتوية وتعمل على إنبات المراعي التي يعتمدون عليها في تغذية المواشي والأبقار وبدء موسم الألبان ومشتقاته في محافظة جرش، إلا أن تأخر الموسم المطري ينعكس سلباً على الزراعات الشتوية وتغذية الاشتراكات المنزلية بمياه الشرب وإنبات المراعي". وتعاني محافظة جرش منذ سنوات من الوضع المائي في المحافظة، كونها من أفقر المحافظات مائياً، ورغم تجدد مصادر تزويدها بالمياه سواء من آبار مشتل فيصل أو غيرها من المصادر خارج المحافظة، إلا أن الزيادة السكانية وازدياد الطلب على المياه في مقابل تأثر المياه الجوفية والينابيع وعيون الماء بفعل الأجواء المناخي