عمان – في عالم رقمي يتوسع يوما بعد يوم، وتحول تقني تشهده كل القطاعات الاقتصادية مع اندماج أكبر للناس في استخدام الإنترنت والخدمات الرقمية، تتزايد المخاوف المرتبطة بالاختراقات السيبرانية، ما يسلط الضوء على مفاهيم"القرصنة الأخلاقية" كواحدة من الأدوات التي يمكن الاعتماد عليها اليوم لتعزيز الأمن السيبراني في عالم يشهد كل 11 ثانية هجمة سيبرانية. وأكد الخبراء أن القرصنة الأخلاقية تُعد من أهم الممارسات في مجال الأمن السيبراني لأنها تسهم في الكشف عن نقاط الضعف قبل أن يتمكن القراصنة الضارون من استغلالها، كما أنها تسهم في حماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الإلكترونية ما يستدعي فهم أهميتها وأهدافها وكيفية استخدامها بشكل صحيح. وبينوا أن تعزيز مفهوم القرصنة الإخلاقية هو مسؤولية تقع على عاتق العديد من الجهات مثل الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني. وأكدوا أن على الحكومات والمؤسسات اختيار قراصنة أخلاقيين محترفين ومعتمدين لضمان الحصول على أعلى مستويات الأمان والاستفادة من خبراتهم بشكل أخلاقي وقانوني، والعمل على مبادرات ومشاريع ترفع مستوى مهارات القراصنة الأخلاقيين للاستفادة منهم في تعزيز مفهوم الحماية الاستباقية. ويمكن تعريف القرصنة الأخلاقية على أنها عبارة عن عملية استخدام مهارات وأدوات القرصنة بطريقة قانونية وأخلاقية، بهدف اختبار نقاط الضعف في أنظمة الكمبيوتر والشبكات، وتحديد الثغرات الأمنية قبل استغلالها من قبل القراصنة الخبيثين. بعبارة أخرى، يمكن القول بأن القرصنة الأخلاقية هي بمثابة هجوم وهمي يتم تنفيذه بشكل متعمد لاكتشاف نقاط الضعف وإصلاحها قبل أن يتم استغلالها من قبل الجهات الضارة. الخبير في مجال الأمن السيبراني الدكتور عمران سالم، يرى بأن القرصنة الأخلاقية أداة أساسية لحماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الإلكترونية. من خلال فهم أهميتها وأهدافها وكيفية استخدامها بشكل صحيح، يمكننا بناء عالم رقمي أكثر أمانًا واستدامة. وأوضح سالم أن مفهوم القرصنة الأخلاقية ظهر بشكل رسمي في التسعينيات، مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية وانتشار الإنترنت. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة التعقيد في أنظمة الكمبيوتر، زادت الحاجة إلى خبراء متخصصين في اكتشاف الثغرات الأمنية، وحماية الأنظمة من الهجمات الإلكترونية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة والصين تعدان من الدول الرائدة في مجال الأمن السيبراني والقرصنة الأخلاقية، لافتا إلى أن هذه الدول تستثمر بشكل كبير في تطوير الكفاءات في هذا المجال، وتقوم بتدريب خبراء متخصصين لحماية بنيتها التحتية الرقمية. وعن أهم أهداف القرصنة الأخلاقية، بين سالم أن أهمها محاكاة الهجمات الحقيقية، من خلال تنفيذ اختبارات أمان تحاكي الهجمات السيبرانية الواقعية لتقييم قدرة النظام على التصدي لها، حيث يساعد ذلك في الكشف عن نقاط الضعف في الأنظمة والشبكات قبل أن يستغلها المهاجمون. وقال إن من الأهداف أيضا تعزيز الأمن السيبراني، من خلال الكشف عن نقاط الضعف وإصلاحها قبل أن يتم استغلالها من قبل القراصنة، يتم تعزيز منظومة الأمن السيبراني في المؤسسات سواء كانت الخاصة أم الحكومية. ومن أهدافها بحسب سالم هو حماية البيانات، وهو هدف أساسي من هذا الاختبار حيث يتم من خلاله ضمان سلامة وأمان البيانات الحساسة والمعلومات الخاصة بعد العمل على سد هذه الثغرات، إضافة إلى تحقيق هدف آخر وهو الامتثال للوائح، من خلال التأكد من أن الأنظمة والشبكات تتوافق مع المعايير الأمنية والقانونية. وأكد أن من أهداف القرصنة الأخلاقية هو تطوير مهارات الأمن السيبراني من خلال اخ