عمان- فيما شهدت العاصمة السورية توالي زيارات شخصيات ووفود دولية، اعتبر مراقبون أن زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إلى دمشق أمس، وإن كانت متأخرة قليلا، لكنها تعد الأهم بينها، نظرا لطبيعة الجوار، والملفات العالقة بين البلدين بسبب مواقف النظام السوري السابق، خصوصًا ما يتصل منها بعمليات تهريب المخدرات والأسلحة، وملف اللاجئين السوريين في الأردن، فضلا عن حرمان المملكة من حقها بمياه سد الوحدة. وجاءت زيارة الصفدي لدمشق أمس ولقائه القائد العام للإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع، في سياق تأكيد أهمية التنسيق العربي في دعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها، والحفاظ على السلم الأهلي في البلاد، ورفض توغل الاحتلال الصهيوني داخل المنطقة العازلة مع سورية. ومع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دخلت سورية مرحلة جديدة في علاقاتها الدولية، تبدلت في خضمها التحالفات مع أطراف إقليمية ودولية، إذ شهدت تقهقرا مطردا في العلاقات بين دمشق وطهران على سبيل المثال، قابله تقدم متواصل للعلاقات بين أنقرة ودمشق، حيث أبدت إدارتها الجديدة بقيادة أحمد الشرع انفتاحا على إقامة علاقات دبلوماسية متوازنة مع دول العالم، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبحسب مراقبين، ستكون للتحولات الكبرى في علاقات دمشق الإقليمية والدولية بعد سقوط نظام الأسد، آثارها داخليا وعلى التحالفات السابقة لدمشق في الحقبة الماضية. وفي هذا الإطار، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د. محمد مصالحة، إن زيارة الصفدي إلى دمشق، جاءت في وقتها لتمثل الدور المطلوب أردنيا لإثبات  أن تكون المملكة داعما وراعيا للتحول الجديد، ما دام يمثل إرادة الشعب السوري وطموحاته بالحرية والديمقراطية. وأضاف مصالحة: "جاءت الزيارة التزاما بالتوجيهات الملكية بإسناد الأردن لسورية وخياراته في تقرير نظامه السياسي، وهو الموقف الأردني الثابت منذ أحداث 2011  في سورية، والداعي لضرورة تمكين الشعب السوري من تحقيق خياراته في الحرية والديمقراطية، ونبذ الطائفية، ومقاومة القمع والاستبداد. وتابع أن سورية تمر اليوم بمرحلة انتقالية، وبحاجة إلى نصائح وملاحظات أشقائها العرب وفي مقدمتهم الأردن، الأكثر قربا وجوارا لها، ويمثل العضيد والموئل للأشقاء عند لجوئهم إليه خوفا من الحرب وبطش النظام السابق بهم. وزاد: "أثبتت الأردن عبر حسن الوفادة والإيواء للاجئين السوريين، أنه يجسد بذلك الروح والمناقب العربية تجاه المأساة في سورية، التي شردت الملايين في بقاع الأرض". واستكمل أن الاردن وعبر زيارة الوزير الصفدي، سينقل لدمشق والسلطة الجديدة عزمه لتقديم ما تطلبه من آراء ونصائح في بناء نظام الحكم الجديد، وإدارة علاقاتها الخارجية مع دول الجوار وبقية دول العالم، وترتيبات استئناف العلاقات في مختلف المجالات. من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية، الدكتور بدر الماضي، إن زيارة الصفدي لدمشق مهمة وتأتي في وقتها، كاستجابة للمتغيرات الدولية والإقليمية، وتحديدا إزاء ما حدث في سورية، لأنه حدث مهم للغاية، وسيسهم في تغيير كثير مما يخص المنطقة والعلاقة الأردنية الإقليمية، وخاصة السورية. وتابع الماضي: "لسورية أهمية خاصة في الأمن الوطني الأردني، ليس فقط في البعد الاجتماعي على أهميته والذي لا يمكن تجاهله بسبب الترابط الاجتماعي والعشائري بين البلدين، بالإضافة إلى أمن الحدود، إذ تعرض الأردن إلى خطر وتهديد وجودي بسبب المخدرات التي كانت تهرب إليه بسبب الفوضى التي كانت قائمة في سورية، وزاد من ذلك أنها تطورت إلى ت