في الليلة ما بين الخميس والجمعة كان شغب آخر، هذه المرة في قرية مردة، تضمن حرق مسجد. كان هناك، حسب التقارير، عشرة شبان. فكم واحدا اعتقل؟ صحيح حتى أمس – صفر. كم واحدا قدم إلى المحاكمة؟ العدد كان مشابها. نحن ننظر إلى أنفسنا، وليس هناك مكان نخفي فيه عارنا. العالم أيضا ينظر الينا. هذا العالم يضم أصدقاء إسرائيل. هم يرون ويغضبون – لكن شرطة ايتمار بن غفير، لا ترى، لا تسمع ولا تعرف.
في الجبهة العسكرية يوجد تغيير إيجابي، وان كان القتال لم ينتهِ. لكن المعركة تضم أيضا الجبهة الدولية. هذه جبهة تضم علاقات تجارية، علاقات علمية وكذا تعاون أمني. هذه العلاقات هي جزء من المناعة القومية لإسرائيل. المشكلة هي ان حكومة إسرائيل تبذل كل جهد كي تخسر إسرائيل. لا يوجد أي احتمال للتأثير على مؤيدي حماس في الجامعات وأحيانا في الصحف الرائدة في العالم أيضا. فهم مدمنون على الكذب بأن إسرائيل هي دولة أبرتهايد استعمارية. حتى لو قامت هنا حكومة برئاسة يئير غولان ومحمود عباس، فإنهم سيواصلون حملة الكراهية.
لكن يوجد كثيرون آخرون. لهم انتقاد على إسرائيل. هم لا يكرهون إسرائيل. لا يرفضون حقها في الوجود. لا يكررون فرية "الإبادة الجماعية" ولا كذبة "التطهير العرقي" رغم أن هذه الادعاءات تطرح في إسرائيل نفسها أيضا، في الجبهة التي تمتد بين عوفر كسيف وبوغي يعلون. وحتى في "امنستي إسرائيل"، كما تبين مؤخرا، يتحفظون من ادعاءات الإبادة الجماعية لـ "امنستي الدولية".
هكذا بحيث إنه رغم الدعاوى التي رفعت إلى المحكمة في لاهاي، ورغم إصدار أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغالنت، يمكن منع الهزيمة في الساحة الدولية. لكن حكومة إسرائيل، بجلالة عظمتها، تصر على أن تقود إسرائيل إلى الهزيمة. يعلم الله أني أكرس جزءاً مهما من عملي لمواجهة حملة الكراهية لإسرائيل. العمل ليس سهلا. كثيرون وطيبون يشاركون في الجهد. لكن مع كل الاحترام لداغلس ماري وريتشارد كامب وعينات ولف ويوسف حداد ونائل زعبي وكثيرين آخرين – إسرائيل لا تخسر في الساحة الدولية بسبب الاعلام. هي تخسر بسبب السياسة. المشكلة هي أيضا ليست مع الزعران، وهم بالتأكيد مشكلة. زعران عنصريون وعنيفون موجودون في كل دولة ديمقراطية. وهم مشكلة.
المشكلة هي أن حكومة إسرائيل تتخذ صورة سيدة الزعران. التنديدات الرسمية، إذا كانت على الإطلاق، هي بالأساس ضريبة كلامية. مع تمثيل رفيع المستوى في الحكومة وفي الكابنت – للزعران توجد حصانة. هم أخطر ألف مرة من مطلقي الألعاب النارية، المتهمين بالإرهاب أو من ضابط الصف الذي ما يزال قيد المعتقل، أو من فيلدشتاين الذي مكث في المعتقل أسابيع طويلة. هم يمسون بالأمن. لكن الحكومة الحالية نزلت عن الخطوط. مراسل "يديعوت احرونوت" في المناطق، اليشع بن كيمون ليس بالضبط رجلا يساريا، كتب يوم الجمعة فقط بأنه "رغم الأعمال الظاهرة للشرطة في مراحل التحقيق المختلفة، بما في ذلك الاعتقالات، تكاد الأحداث لا تصل إلى لوائح اتهام". نحن نعرف عن شرطة بن غفير. في الوتيرة الحالية من شأن هذه أن تكون حكومة بن غفير.
في الصراع ضد معسكر كارهي إسرائيل توجد أجوبة طيبة تقريبا لكل ادعاء. ويوجد من هو مستعد لأن يستمع. لكن لا يوجد جواب طيب لما يحصل في المناطق. لا يوجد جواب طيب للعنف الذي يبقى بلا عقاب تقريبا. لا يوجد جواب للإحساس بأن إسرائيل الرسمية تعطي إسنادا للمشاغبين وللزعران. هذه ليست إسرائيل الصهيونية، ليست اليهودية وبالتأكيد ليست الديمقراطية والليبرالية. وحتى حقيقة أن أغلبية المستوطنين يتحفظون من الزعران لا تجدي نفعا لأن العنف يتواصل والحكومة تسكت. إذن نعم، توجد مواجهة بين الشاباك الذي يحا