غزة- استشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي غضبا، وكثف عدوانه على المدنيين في غزة وأعاد استهداف المستشفيات، بعدما غيرت المقاومة الفلسطينية هناك من نمطها في المقاومة، خاصة في شمال غزة. فقد اتخذت المعارك التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال شمال قطاع غزة منحى جديدا، يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن ذلك يعكس فشل الاحتلال في حسم الحرب التي يشنها على القطاع الفلسطيني المحاصر. فقد شهدت الأيام الماضية تزايدا في عمليات الإجهاز التي ينفذها مقاتلو المقاومة من المسافة صفر وبأسلحة بيضاء ضد جنود الاحتلال، وهو ما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى بينهم ضباط. وفي أكثر من عملية معقدة، تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من طعن وقتل جنود من الاحتلال كانوا يتحصنون بداخلها في بيت لاهيا شمالي القطاع. وأكدت القسام أن مقاتليها نجحوا في دخول احد المنازل والإجهاز على الجنود الذين كانوا يتحصنون فيه، وأطلقوا سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين بداخله. وتعكس هذه العملية تحول المقاومة إلى نمط جديد من القتال، كما يقول الخبير العسكري إن هذا يعتمد على تغير جغرافية المكان والقدرة على الوصول، حتى إن أحد المقاتلين نجح في تفجير نفسه وسط مجموعة من جنود الاحتلال قبل يومين. ورغم وجود 3 ألوية لجيش الاحتلال بمنطقة الشمال فإنهم لا يزالون عاجزين عن الحسم ويعانون خسائر كبيرة بسبب غياب فكرة الجبهة بمعناها العسكري، بعدما أصبحت كل غرفة أو نافذة أو شارع يتطلب معركة خاصة، وفق ما أكده العميد حنا في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع. وحتى أنقاض البيوت التي هدمها جيش الاحتلال خلال عام من الحرب، تحولت هي الأخرى إلى أزمة ميدانية بسبب استغلال المقاومة الفلسطينية لها في تنفيذ هذه العمليات العسكرية اعتمادا على ما تملكه من معلومات وخبرة بالمكان، كما يقول الخبير العسكري. ولم يقف الأمر عند شمال القطاع، لكنه امتد إلى منطقة الوسط التي أكد جيش الاحتلال مقتل 3 من أفراد لواء كفير فيها أول من أمس ، مما يعني تجهيز المقاومة ساحة معركة جديدة على مدار 14 شهرا من الحرب. وكان "أبو عبيدة" الناطق باسم القسام قد أكد أن مصير بعض الأسرى مرهون بتقدم قوات الاحتلال مئات الأمتار في بعض المناطق. وتعليقا على هذا، قال العميد حنا إنه يدخل في إطار إستراتيجية جديدة أعلنتها المقاومة مؤخرا تقوم على تحييد الأسرى في حال أوشك جيش الاحتلال على الوصول لهم، مشيرا إلى أن هذا يدخل في إطار الضغط العسكري الذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية. ومن المستشفيات المشمولة بعدوان الاحتلال في شمال غزة العودة والإندونيسي وكمال عدوان، وفي حين استشهد العشرات نتيجة غارات الاحتلال. ومن سبل الضغط التي يستخدمها الاحتلال للضغط على المقاومة الفلسطينية وإيذاء المدنيين، مساعدة عصابات مرتبطة به للاستيلاء على شاحنات المساعدات التي تصل للقطاع، فقد اغتال الاحتلال أمس أفراد الأمن الذين كانوا يقومون بحماية احدى الشاحنات ما مكن العصابات من سرقتها كاملة. واغتال الاحتلال 723 رجل شرطة وعنصرا لتأمين المساعدات، منذ بداية الإبادة الجماعية بغزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخميس الماضي. وغالبا ما يستهدف جيش الاحتلال رجال الشرطة الذين يحرسون شحنات المساعدات، ثم تقوم عصابات مسلحة بحماية كاملة من قوات الاحتلال بسرقة المساعدات الإنسانية ضمن حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال كعقاب جماعي لسكان غزة. وقالت مصادر من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إنهم يواجهون صعوبة في إيصال المساعدات،