غونول تول* - (الإندبندنت) 15/12/2024 منح سقوط بشار الأسد تركيا، بقيادة أردوغان، نفوذاً كبيراً من خلال دعم المعارضة الإسلاموية. ولكن، على الرغم من الفرص الاقتصادية والسياسية، تواجه أنقرة تحديات منها انتشار التطرف وعدم استقرار محتمل، مما يهدد مصالحها الإقليمية ويحملها مسؤوليات إضافية. *** أثارت أنباء سقوط الرئيس السوري بشار الأسد قلقاً هائلاً في معظم عواصم الشرق الأوسط. لكن أنقرة ليست واحدة منها. بدلاً من القلق بشأن مستقبل سورية بعد صراع دام أكثر من عقد من الزمن، يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة في مرحلة ما بعد الأسد. ولتفاؤله هذا ما يبرره؛ ذلك أن أنقرة تتميز بين جميع اللاعبين الأساسيين في المنطقة بأنها تملك أقوى قنوات الاتصال وأطول تاريخ عمل مع الجماعة الإسلاموية التي تتولى السلطة الآن في دمشق، مما يجعلها في وضع يسمح لها بجني ثمار سقوط نظام الأسد. تعد "هيئة تحرير الشام" من أكبر القوى المتمردة التي وضعت حداً لحكم الأسد. وهي جماعة سنية إسلامية كانت تابعة في السابق لتنظيم القاعدة، وصنفتها تركيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة كمنظمة إرهابية. وعلى الرغم من هذه التصنيفات، قدمت تركيا مساعدات غير مباشرة لـ"هيئة تحرير الشام". كما أن الوجود العسكري التركي في مدينة إدلب في شمال غربي سورية وفر الحماية لهذه الجماعة إلى حد كبير من هجمات القوات الحكومية السورية، مما سمح لها بإدارة المحافظة من دون إزعاج لسنوات. وتمكنت تركيا من إدارة تدفق المساعدات الدولية إلى المناطق التي تديرها "هيئة تحرير الشام"؛ الأمر أمّن شرعية المجموعة لدى السكان المحليين. وكذلك وفرت التجارة عبر الحدود التركية الدعم الاقتصادي للمجموعة. أعطى هذا كله تركيا نفوذاً على "هيئة تحرير الشام". وكان أردوغان قد ألغى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خططاً لهجوم يشنه المتمردون على حلب، لكن إطلاق حملتهم في أواخر الشهر الماضي جاء بموافقة أردوغان، على الأغلب. وكان الأسد يماطل لأعوام، بينما سعى أردوغان إلى إصلاح العلاقات مع دمشق وإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين قوض وجودهم في تركيا الدعم لحزبه الحاكم. ومع إضعاف حلفاء الأسد الإقليميين بسبب الحملة الإسرائيلية في غزة ولبنان، وتشتت انتباه روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، رأى أردوغان فرصة سانحة لمحاولة إجبار الزعيم السوري على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. كان نجاح المتمردين بمثابة مفاجأة. والآن، وقد أصبح الأسد خارج الصورة تماماً، يستعد أردوغان للاستفادة من استثماره الذي استمر لأعوام في المعارضة السورية. وقد كُسرت شوكة كل من إيران وروسيا، وهما المنافسان الرئيسان لتركيا في سورية. وقد تتشكل حكومة صديقة لتركيا قريباً في دمشق، تكون على استعداد للترحيب باللاجئين العائدين. وربما يفتح رحيل الأسد نافذة حتى أمام القوات الأميركية المتبقية لمغادرة المنطقة، وتحقيق هدف طويل الأمد تسعى إليه أنقرة. وإذا تمكنت تركيا من تجنب الأخطار المحتملة في المستقبل، فقد ينتهي بها الأمر إلى تحقيق فوز واضح في الحرب الأهلية السورية. بداية صعبة كان طريق أردوغان إلى الظفر بالنفوذ في سورية وعراً. بعد اندلاع الانتفاضة السورية في البلاد في العام 2011، أصبحت أنقرة مؤيدة متحمسة للمعارضة المناهضة للأسد، حيث قدمت المساعدات المالية والعسكرية للجماعات المتمردة -بل وسمحت لها باستخدام الأراضي التركية لتنظيم وشن الهجمات. وكانت أنقرة تأمل في أن يتوسع نفوذ تركيا الإقليمي مع وجود حكومة يديرها الإسلامويون في دمشق، لكن استمرار الحرب الأهلية السورية سبب مشكلات لتركيا. وأدت جهود أنقرة الرامية إلى الحث على تغيي