عمان - ضربت فترة التوقف الطويلة بين مرحلتي الذهاب والإياب من دوري المحترفين لكرة القدم استقرار الأندية وإداراتها، وأثرت سلبيا على الفرق في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجه الأندية، والمطالبات المالية من اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، إلى جانب وتأخر صرف المستحقات والرواتب.
وبانتظار انطلاق مباريات مرحلة الإياب والمقرر في السادس من شهر شباط (فيراير) المقبل، حسب الاجندة التي أقرها اتحاد الكرة في بداية الموسم، تركت المدة الطويلة للتوقف والتي تزيد على 50 يوما، أكثر من علامة استفهام خصوصا أن التوقفات في الدوريات العربية والعالمية لا تصل لهذه المدة، وحمل التوقف الذي أعقبته راحة منحتها الفرق للاعبين وتراوحت أسبوعا وأسبوعين، مناقشات حول إيجابيات هذه الفترة وسلبياتها، حيث رأى بعض المحللين والمدربين أن السلبيات قد تفوق الإيجابيات وقد تؤثر على عطاء اللاعبين إذا لم تعرف أجهزة الأندية الفنية والإدارية السيطرة على الوضع، خصوصا في ظل الشكاوي الدائمة من اللاعبين.
ويرى العديد من المتابعين، أن فترة التوقف الطويلة وفي ظل الظروف المالية الصعبة للأندية، منحت اللاعبين وقتا لارتكاب ممارسات ضارة مثل السهر والتدخين وسوء التغذية، ما يؤثر على مستواهم الفني، بينما يساهم ارتباطهم بالتدريبات والانتظام في منافسات الدوري، في تحقيق الانضباط والالتزام.
وربما تعود فترة التوقف الطويلة بالفائدة على عدد من الفرق، لإعادة تنظيم صفوفها واستغلال فترة القيد الثانية في ابرام تعاقدات جديدة، ولكن المشكلة ان الوضع المالي للأندية لا يسمح بذلك، إضافة إلى أن هناك عددا من الفرق محرومة من التعاقدات وتحتاج لأموال إضافة من أجل فك الحرمان، وهي بالأصل غير ملتزمة بدفع المستحقات المطلوبة لمنظومة الفريق.
ويرى المدرب العام لفريق الحسين إربد عصام محمود، أن فترة التوقف الطويلة الحالية لا تخدم فريقه الذي ينافس في عدد من البطولات المحلية والآسيوية، وأضاف في حديثه لـ "الغد": "كان من المفيد ان تبدأ مرحلة الإياب في وقت أقرب من الموعد المحدد، وأن يخوض الحسين اربد مباراتي السوبر مع الوحدات وعددا من مباريات مرحلة الإياب بالدوري، بحيث تكون محطات استعدادية لمواجهة نظيره الشارقة الاماراتي في دوري ابطال اسيا 2، خلال الفترة من 11 إلى 13 شباط (فبراير) المقبل". وأردف:" وحتى التفكير في إقامة معسكر خلال فترة التوقف الحالية يعد أمرا صعبا، بسبب التزام 10 لاعبين من الفريق مع المنتخب الوطني في معسكره التدريبي حتى الثامن والعشرين من الشهر الحالي، وهذا يؤثر على تحضيرات الحسين بشكل عام".
وبين محمود انه من خلال تجاربه الماضية، فإن الأندية التي تعاني من أوضاع مالية صعبة تعمد إلى منح اللاعبين إجازات طويلة، خلال فترة التوقف من أجل تخفيف الضغط على الإدارات من مطالبات اللاعبين والأجهزة الفنية.
وبدوره قال المدير الفني لفريق الصريح أسامة قاسم: "فترة توقف دوري المحترفين، تعد طويلة قياسا على فترات التوقف في الدوريات العربية والأوروبية والتي لا تتجاوز الأسبوعين، خصوصا في ظل الظروف المالية التي تضرب معظم الأندية".
لكن قاسم أوضح أن الفترة مفيدة بالنسبة إليه، بعدما استلم تدريب الفريق قبل فترة قصيرة، وبات يملك فرصة لإعادة ترتيب الأوراق من الناحيتين الفنية والبدنية، والعمل على تطوير أداء الفريق تكتيكيا، وتجهيز الصريح بأفضل صورة لمرحلة الإياب. من جانبه، أشار المدرب الوطني اسلام جلال، إلى أن فترات التوقف بالأردن بشكل عام غير مدروسة، وسيبها الرئيسي إعداد المنتخب خارج أيام الفيفا، وأضاف في حديثه لـ "الغد": "التوقف الحالي بين المرحلتين أطول