جرش- تتجه الأنظار في محافظة جرش، إلى البدء بتجهيز المتنزه القومي في غابات دبين، وهو المشروع الذي كانت تسلمته بلدية المعراض قبل نحو 3 سنوات من دون أن يتم تشغيله طيلة هذه المدة بسبب تأخر إنجاز المخططات الهندسية، في الوقت الذي يعول عليه الأهالي في توفير فرص عمل، وكذلك تنشيط الحركتين السياحية والتجارية.
ووفق ما ذكرت لـ"الغد"، مديرة وحدة الاستثمار في بلدية المعراض المهندسة صفاء الزعبي، فإن "البلدية ستبدأ الأسبوع المقبل بصيانة وتجهيز المتنزه كونه يقع ضمن اختصاصها، على أن يتم تشغيل المشروع فعليا بداية فصل الصيف المقبل، بالتزامن مع بداية موسم السياحة الداخلية، خصوصا أن البلدية أنهت جميع الترتيبات والتجهيزات الفنية واللوجستية للمشروع".
ويؤكد سكان، أن منطقة المعراض تتميز بقربها من الغابات والمحميات الطبيعية، وفيها محمية الغزلان ومحمية غابة الأرز، وهي ضمن حدود غابات دبين، وغير مستثمرة سياحيا لغاية الآن، وما تزال تعاني من التنزه العشوائي غير المنظم، ومن تحول غاباتها ومحمياتها إلى مكبات للنفايات ومكان للعابثين.
وأوضحوا لـ"الغد"، "أن الحل في إنقاذ المنطقة من التدمير البيئي هو تنظيم التنزه والسياحة فيها، لا سيما أنها مناسبة لسياحة المغامرات ووجود غابات المسارات، وفيها عاملون مدربون في العمل السياحي وقادرون على إدارة السياحة وتوفير فرص عمل وتنظيم التنزه والاستفادة منه، ومن الأولى أن تبدأ التجهيزات هذه الفترة لضمان المشاركة في المواسم السياحية المقبلة مع بدء فصل الربيع وتحسن الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة والإقليم".
وبحسب الناشط محمد الرواشدة، فإن "بلدية المعراض عليها مسؤولية كبيرة في تجهيز المشروع وإدارته وإنجاحه والاستفادة منه، وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي وزيادة عدد الأفواج السياحية وتوجيه المسارات السياحية إلى الموقع، فضلا عن ضرورة إقامة متحف بيئي في الموقع يستعرض أهمية الغابات ودورها في السياحة، وأنواع الأشجار المعمرة والتاريخية الموجودة في دبين بشكل خاص".
واعتبر الرواشدة "أن وجود الغزلان في المشروع يضفي عليه ميزات طبيعية جاذبة للسياحة، ويمنح البيئة فائضا من سحر الطبيعة وجمالها، لتمتعها بمزايا أخرى، كانتشار أشجار البلوط والسنديان واللزاب القديمة في رحابها، وأنواع أخرى من النباتات والحيوانات البرية".
بدوره، قال رئيس جمعية البيئة والأرض والإنسان والطبيعة، غسان العياصرة "إن تشغيل مشروع المتنزه القومي الذي استلمته بلدية المعراض قبل ثلاث سنوات، يسهم في القضاء على التنزه العشوائي الذي تتميز به بلدية المعراض كونها تضم غابات ومحميات طبيعية واسعة، وتشهد حركة تنزه داخلية وخارجية على مدار الساعة، وفيها أنماط سياحية جديدة بيئية وفيها مشاريع سياحية حديثة مناسبة للزوار على مدار العام".
وأوضح العياصرة "أن أهالي المعراض والعاملين في قطاع السياحة ينتظرون متنزههم السياحي، وهو المشروع السياحي الأول في المعراض، بفارغ الصبر لضمان توفير فرص عمل لأبناء المنطقة وتنشيط السياحة، وهذا من شأنه أن ينشط العمل في الجمعيات الخيرية ومشاريع تمكين المرأة، وهم من الفئات المدربة للعمل في قطاع السياحة".
من جانبه، قال المهندس بشير العياصرة مدير غابات دبين في الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة "إن بلدية المعراض فيها مناطق واسعة من الغابات الطبيعية، وفيها تنزه نشط على مدار العام، وحديثا فيها مشاريع سياحية جديدة وأنماط سياحية مبتكرة تتناسب مع مختلف فصول السنة، وهي بحاجة إلى مشاريع سياحية كالمتنزه القومي لتنظيم السياحة والقضاء على ظاهرة التنزه العشوائي الذي قضى على جذور