يستذكر الشعب الفلسطيني ومعه الأمتان العربية والاسلامية وأصحاب الضمائر الحيّة في العالم بتاريخ 7 كانون الثاني يوم الشهيد الفلسطيني، تخليداً لآلاف الشهداء العرب والمسلمين وكل المناضلين على ثرى فلسطين في وجه الاحتلال الاسرائيلي الوحشي، مئات المجازر الاسرائيلية في المدن والقرى والمخيمات والتجمعات السكانية في فلسطين، ارتقى على اثرها الشهداء والجرحى، ففي عام 1948 فقط جرت اكثر من 70 مجزرة على يد العصابات الصهيونية ودمرت أكثر من 531 قرية ومدينة من أصل 774 تمّ احتلالها وقدم أكثر من 15 الف شهيد من المقاومة الفلسطينية ومن الجيوش العربية أرواحهم دفاعاً عن فلسطين، وما يزال الجرح الفلسطيني ينزف اليوم وبعد (458 يوماً) على العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة، حيث ارتقى اكثر من 45 ألف شهيد فلسطيني جلهم من النساء والأطفال، وحوالي 11 ألف فقيد الكثير منهم تحت البيوت المدمرة وحوالي 110 آلاف مصاب، وما يزال مصير الآلاف من المهجرين مجهولاً بسبب القصف والجوع والابادة. لقد أصبح الشهيد الفلسطيني اليوم رمزاً لتضحية الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني في وجه احتلال صهيوني لا يلقي بالاً واهتماماً بالشرعية والقوانين والاخلاق، فمن المعروف وعبر تاريخ مؤلم من الحروب البشرية أن يتم دفن الضحايا وعمل نصب تذكاري للمفقودين للإبقاء على ذكراهم في نفوس الاجيال والأمم، ولكن الالم يزداد عند الحديث عن شهداء فلسطين فكثرة المجازر وتعدد اساليب الابادة الجماعية وتجويع المواطنين وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء حتى تجمد بعض الاطفال في غزة من البرد، اضافة إلى قوة الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً التي يستخدمها الاحتلال حتى ضد المقابر وحجز جثامين الشهداء في الثلاجات ومقابر الارقام واخفاء المعلومات عن المعتقلين تُفقد الشعب الفلسطيني والانسانية الحق الطبيعي والاخلاقي والقانوني بدفن الضحايا، ومع كل هذه البشاعة والاجرام الاسرائيلي يبقى الشهيد الفلسطيني حياً في القلوب والضمائر، تتذكره الاجيال وتعظم تضحياته وتسير على درب النضال والدفاع عن النفس والمقدسات والحقوق التاريخية والشرعية . ولأن فلسطين المحتلة لم تكن قضية فلسطينية فقط، بل هي قضية كل العرب والمسلمين وشرفاء الانسانية جمعاء، فعلى ثراها الطهور كانت وما تزال الشهادة والتضحية، وهنا نستذكر شهداء الأردن في معارك باب الواد واللطرون ومعركة الكرامة وغيرها من معارك الشرف والبطولة، اضافة للشهداء العرب والمسلمين، ويتقدم مواكب الشهداء شهيد الاقصى المغفور له الملك عبد الله الأول، حيث استشهد جلالته مدافعاً عن فلسطين والقدس ومقدساتها وشاء القدر ان يكون مكان استشهاده بالقرب من ضريح المغفور له الشريف الحسين بن علي الذي كانت مواقفه تجاه فلسطين معروفة للقاصي والداني، وما يزال يسير على نهجه الاصيل الابناء والاحفاد من بني هاشم الاخيار واليوم يحمل أمانة الدفاع عن فلسطين والقدس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس. إن هذه المناسبة بما تحمله من مضامين خالدة لها رمزيتها النضالية والحقوقية، هي في حقيقتها دعوة للضمير العالمي والمنظمات الدولية الحقوقية والقانونية والشرعية على اختلافها وكل المعنيين بالسلام والعدالة والحقوق، بضرورة وقف جرائم الاحتلال الاسرائيلي وسرعة حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي وسياسة التهجير والاستيطان ومحو الهوية الفلسطينية، والمطالبة بالزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما فيه حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، كما أ