عمان - في ظل تسارع الأحداث في سورية، وما يمكن أن ينشأ من تأثيرات أمنية أو سياسية عنها في دول الجوار، جراء ما تعكسه تعقيدات الوضع هناك، يرى مراقبون أهمية كبيرة للتنسيق بين الأردن وتركيا، للحفاظ على استقرار دائم في سورية، وهذا يتطلب إعادة إعمارها، ودرء أي مخاطر تتعلق بمواجهة تنظيم "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية على غراره، قد تستغل الوضع المعقد في الاقليم العربي.
وفي هذا السياق، أشار المراقبون في احاديث منفصلة لـ"الغد"، الى ان البلدين؛ الأردن وتركيا، هما الأقدر في هذا النطاق على مقاربة قضاياهما، ما يتوجب أن يكون لهما دور رئيس في مواجهة ما قد يمس المنطقة من تحديات، بخاصة فيما يتعلق بسورية.
أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. محمد مصالحة، أكد ان زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني أمس، الى تركيا، تحمل ابعادا سياسية وامنية وعسكرية، وهي بهذا الأفق، ذات أهمية كبيرة جدا، تتطلع الى ترسيخ علاقات البلدين اللذين يرتبطان بتاريخ من العلاقات الممتدة، لكن الوضع السابق في سورية، حال نسبيا دون تطويرها، بما ألحقه من تأثيرات مست الممر البري بين الأردن وتركيا عبورا بسورية، والذي كانت تعبر عليه الصادرات والواردات، ما ألقى بظلاله القاتمة على الاقتصاد المحلي.
واضاف مصالحة، إن "زيارة وفد أردني رفيع المستوى الى تركيا، تكتسب اهميتها الاستراتيجية مما بحثه الوفد بشأن العلاقات بين البلدين، والتأكيد على طبيعة التنسيق بيهما، بخاصة بشأن احتياجات سورية الحالية، بعد انتهاء النظام السابق في سورية، بالإضافة لبحث اكثر من ملف تتعلق بتعقيدات الوضع السوري السابق، وتتلخص بعدة قضايا، أبرزها: اللاجئون، وتجارة "الترانزيت"، والتهريب"، والارهاب، لذا فإن التنسيق بينهما، سيتناولها وسيجري التنسيق بينهما لتجاوزها وتجاوز تبعاتها، وتقديم مساعدة حقيقية لسورية التي تحتاج حاليا لإعادة بناء مؤسساتها السياسية والاقتصادية، وقدراتها الامنية، لمواجهة ما يعترضها من تحديات، والتخلص من آثار النظام السابق.
واضاف أن سورية دولة مجاورة للأردن وتركيا، وهناك قواسم مشتركة في علاقات البلدين معها، لذا اعتقد بانها بعد أن سبقت زيارة سيقوم بها وفد من الادارة السورية الجديدة لعمان قريبا، وعبرها ستجري معالجة عدة ملفات، وهذا أيضا سيتوقف على ما تتصوره تركيا حول الوضع السوري الحالي، ما سيفيد الموقف الأردني ويساعد في عملية التنسيق بينهما، خصوصا وان الوضع السوري ما يزال غير مستقر، وغير آمن تماما، لذا فإن واقع الحال في هذا الجانب، يتطلب استشارات امنية، تساعد في استقرار سورية وتقويض اي محاولات يمكن ان تؤثر على أمنها.
ولفت مصالحة، الى ان البلدين واجها قضية اللاجئين السوريين، وهي واحدة من عدة قضايا كبرى، ألقت بثقلها عليهما، فلدى تركيا نحو اربعة ملايين لاجئ سوري، وفي الأردن اكثر من مليون، لذا فإنهما يريدان تسهيل عملية عودتهم لسورية، ومن المهم أن يكون هناك تعاون في هذا الجانب، واعتقد بأن سورية الآن، بحاجة للمساعدة بإعادة لاجئيها، بعد ان شرد قسم كبير من السوريين لدول الجوار تركيا والأردن ولبنان، وكذلك لدول اوروبية وغيرها، وهذا يتطلب مد يد العون لإعادتهم، وتسهيل هذه المهمة، وتوفير بنية تحتية تساعد على استقرارهم في الاماكن التي هجروا منها، وقد لحق بمعظم مناطقهم الاتي هجروا منها التدمير والتخريب، فأصبحت العودة اليها صعبة، لذا فإن الامر يتطلب تنسيقا مشتركا بين الدول التي احتضنتهم، مع النظام السوري الجد