الأراضي الفلسطينية - يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهز فرصة ردة الفعل الباردة في العالم حيال ارتكابه أفظع إبادة جماعية منذ إقامته، ليكشف عن أنيابه العدوانية تجاه الضفة الغربية المحتلة.
يقين كامل أدركه الاحتلال من أنه طالما أن العالم لن يتحرك إزاء جرائمه في غزة وحرب الإبادة المتواصلة منذ عام وثلاثة أشهر، لن يتحرك إن فعل ذات الشيء في الضفة الغربية المحتلة.
وأول من أمس اتخذ" الكابينت" في الكيان المحتل قرارًا بزيادة الضغط العسكري على الضفة الغربية المحتلة وخاصة الأجزاء الشمالية منها؛ متذرعاً في القرار بأنه رد على عملية الفندق الأخيرة التي قتل فيها 3 مستوطنين وأصيب 7 بجراح.
وجاء على لسان وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس خلال لقائه أول من أمس مع رؤساء مجالس كبرى المستوطنات برفقة قادة الجيش في الضفة أن "الكابينت" اتخذ القرار بخطوات فورية لتعزيز أمن المستوطنات في الضفة ومنها زيادة حدة الضغط العسكري والقيام بعمليات تصفية واسعة النطاق وتقييد حركة المرور.
وفي اجتماع الكابينيت قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون أكثر هجومي في الضفة الغربية"، فأجاب قائد القيادة المركزية في الجيش أن عدد الجنود محدود وأن الجيش يحتاج للمزيد من الجنود.
ولن يوفر الاحتلال جنودًا ولا معدات لتكرار سيناريو المجازر في غزة وتشديد القبضة الحديدية على الضفة، في ظل الدعم الأميركي المتواصل واللامتناهي لها، وهذه الفترة هي الذهبية لتنفيذ خطتها تجاه الضفة، حسب خبير بالشأن السياسي بالضفة.
ويقول المحلل نهاد أبو غوش "إنه من المعروف أن الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية في كيان الاحتلال، طرحت برنامجًا لحسم الصراع مع الفلسطينيين منذ بداية توليها صلاحياتها، وهذا الحسم له عدة أركان من بينها توسيع الاستيطان وتكريسه واختزال صلاحيات السلطة الفلسطينية واجتثاث المقاومة وتهويد القدس وقلب الخليل والأغوار بالإضافة الفصل التام بين غزة والضفة".
ويضيف "ولا شك أن هذا المنحى ازداد حدة وخطورة بعد الحرب على غزة، حيث وجد فيه الاحتلال ذريعة للفصل التام بين غزة والضفة وطرحت لذلك شعارات أبسطها "لا حماسستان ولا فتحستان"، وكلها شعارات تهدف للفصل التام بينهما.
والآن تتخذ سلطات الاحتلال من عملية الفندق ذريعة لتشديد الهجوم ومتابعة تنفيذ خطتها المذكورة، بمحاولة اجتثاث المقاومة، وردع كل الشعب لفلسطيني وتحميل جميعه مسوولية هذه العملية، التي كشفت هشاشة منظومة أمن كيان الاحتلال، حسب أبو غوش.
ويرى أن العملية تأتي وسط ما يدعيه الاحتلال من يد طويلة قادرة على رسم خريطة الشرق الأوسط، وهي فاشلة في تأمين الأمن للمستوطنات والمستوطنين.
لذلك، يفيد أبو غوش بأنه وبمعزل عن التصريحات لقادة المستوطنين التي تدعو للنيل من الضفة، لكن حتى حكومة الكيان المحتل بكل قادتها ووزرائها اعتبروا أن عملية الفندق هي عملية حربية، وهم يردّون عليها باستهداف منفذيها وداعميهم ومن يؤازرهم ويدعمهم، وهذه عبارات تشير لاستهداف كل أبناء الشعب الفلسطيني، وليس فصيل هنا أو هناك.
وأعلن وزير خارجية الاحتلال المعين من نتنياهو "يسرائيل كاتس" عما يراد بالضفة، قائلاً "نستعد لمواجهة ذلك بالشكل المناسب.
وحرض كاتس المستوطنات المحيطة برام الله بقوله " ليس بالإمكان الإبقاء على ساحة الضفة كساحة هامشية".
وكان وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش دعا لوجوب التعامل مع الفندق مثل التعامل مع جباليا وجنين ونابلس، وهذا إشارة للمستوطنين بمتابعة عملياتهم العدوانية على المدن والبلدات الفلسطينية، كما يجزم المختص أبو غوش.
ويشير لدعوات تكثيف العمليات الحربية، و