كريس هيدجز* - (شير بوست) 7/1/2025
شمس الدين جبار، المحارب القديم في الجيش الأميركي البالغ من العمر 42 عامًا الذي اندفع بشاحنته الصغيرة إلى حشد من المحتفلين برأس السنة الجديدة في نيو أورلينز، فقتل 14 شخصًا وأصاب 35 آخرين، تحدث إلينا باللغة التي نستخدمها نحن للتحدث إلى العالم العربي: الموت العشوائي. استهداف الأبرياء. اللامبالاة القاسية بالحياة. التعطش للانتقام. شيطنة الآخرين. الاعتقاد بأن القدر، أو الله، أو الحضارة الغربية صادقت على أن لنا الحق في فرض رؤيتنا للعالم بالعنف.
***
تشكل هدية جو بايدن الوداعية المتمثلة في إقرار مبيعات أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار لدولة الفصل العنصري الإسرائيلية اعترافًا إضافيًا آخر بالواقع المروع للإبادة الجماعية في غزة. وهذه ليست النهاية -بل ولا حتى بداية النهاية. إنها حرب دائمة لا نهاية لها لا تهدف إلى تدمير "حماس" في غزة، ولا إلى تحرير الرهائن الإسرائيليين، وإنما تهدف إلى القضاء مرة وإلى الأبد على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. إنها الاندفاعة الأخيرة نحو إنشاء "إسرائيل الكبرى" التي لن تشمل غزة والضفة الغربية فحسب، بل أجزاء من لبنان وسورية أيضًا. إنها تتويج للحلم الصهيوني الذي سيتم دفع ثمنه بأنهار من الدماء -الفلسطينية واللبنانية والسورية.
ربما كان وزير الزراعة والأمن الغذائي في إسرائيل، آفي ديختر، يعرض تقديرات متحفظة فحسب عندما قال: "أعتقد أننا سنبقى في غزة لفترة طويلة. أعتقد أن معظم الناس يفهمون أن (إسرائيل) ستكون لسنوات في نوعٍ من وضع الضفة الغربية، حيث يكون بوسعك أن تدخل وتخرج -وربما تبقى- على طول (ممر) نتساريم".
الإبادة الجماعية تستغرق وقتًا. وهي أيضًا باهظة الثمن. ولحسن حظ إسرائيل، فإن لوبيها في الولايات المتحدة يحتفظ بقبضة خانقة على الكونغرس، وعمليتنا الانتخابية، وروايتنا الإعلامية. والأميركيون، على الرغم من أن 61 في المائة منهم يؤيدون إنهاء إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، هم الذين سيدفعون ثمنها. أما أولئك الذين يعبرون عن معارضة فسوف يُساقون قسرًا إلى الثقوب الصهيونية السوداء، حيث يتم إسكات أصواتهم وتعريض حياتهم المهنية للخطر -أو تدميرها جملة وتفصيلًا. ومن المعروف أن دونالد ترامب والجمهوريين ينطوون على ازدراء صريح للديمقراطية، ولكن كذلك هو حال الديمقراطيون وجو بايدن.
قدمت الولايات المتحدة 17.9 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 إلى تشرين الأول (أكتوبر) 2024، بزيادة كبيرة عن المساعدات العسكرية البالغة مسبقًا 3.8 مليار دولار التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل سنويًا. وهذا رقم قياسي لعام واحد. وقد أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس بأنها تعتزم الموافقة على بيع إسرائيل أسلحة أميركية الصنع بقيمة 8 مليارات دولار. وستوفر هذه الصفقة لإسرائيل المزيد من أنظمة توجيه القنابل بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؛ والمزيد من قذائف المدفعية؛ والمزيد من الصواريخ التي تحملها الطائرات المقاتلة والمروحيات؛ والمزيد من القنابل، بما في ذلك 2.800 قنبلة من طراز (MK-84) غير الموجهة، التي اعتادت إسرائيل إسقاطها على معسكرات الخيام المكتظة بالنازحين المدنيين في غزة.
تقوم موجة الضغط التي تولدها قنبلة (MK-84) التي يبلغ وزنها 2.000 رطل بسحق المباني وإبادة الحياة داخل دائرة نصف قطرها 400 ياردة (حوالي 366 مترًا). والانفجار، الذي يمزق الرئتين ويبتر الأطراف ويفجر تجاويف الجيوب الأنفية للأشخاص على بعد مئات الأمتار، يترك وراءه حفرة بعرض 50 قدمًا (ح